رحب عدد من المواطنين ، سيما منهم أصحاب السيارات والدراجات النارية وغيرها من وسائل النقل، بقرار السلطات الإدارية بفتح زنقة العباسيين في وجه حركة السير والجولان في كلا الاتجاهين معا، وهو القرار الذي كان يتغيا إخلاء الزنقة من الباعة المتجولين، وإن بشكل جزئي، فضلا عن تسهيل ربط زنقة بني مكيلد ولامارتين وباقي الأزقة سواء بالبلدية أو غيرها بمحج محمد السادس. إلا أن اللافت للانتباه أن هذه الخطوة تعثرت ، بشكل مفاجئ، «بفعل عدم اكتفاء الباعة المتجولين برصيف زنقة العباسيين وإنما زحفوا على الشارع، يقول مصدر مطلع، فأضحت بذلك عملية مرور سيارتين في توقيت واحد وفي اتجاهين مختلفين من سابع المستحيلات وتتطلب أن يتحلى كل سائق بصبر أيوب». احتلال «ممنهج»، سيما في الأيام القليلة الأخيرة، الذي لم يقف عند حدود هذا الزقاق الرئيسي، بل طال محج محمد السادس أيضا، الذي أصبح أمر اجتيازه بمثابة امتحان عسير، يتطلب أعصابا فولاذية «بعدما وجد عدد من الباعة المتجولين في الظرفية الحالية وفي التعامل السلبي لبعض وسائل الإعلام مع الأحداث، فرصة للاستقواء، فأججت في داخل عدد منهم حماسة واندفاعا غير مقبولين، يقول فاعل جمعوي ، فإذا كان أمر توفير مورد للرزق وضمان العيش مطلبا ملحا وأساسيا ولايمكن أن يجادل فيه أحد، على اعتبار أنه حق من حقوق الإنسان، فإنه يتعين بالمقابل أن يكون مؤطرا بروح النظم والقوانين المتعامل بها، فالحقوق توازيها واجبات وضمان حقوق الآخرين ومنها تمكين السيدات والأطفال والكهول الراجلين، وأصحاب وسائل النقل المختلفة من المرور بسلاسة بكل أمن وطمأنينة، حتى يتم توفير لكل ذي حق حقه». وضعية محيط قيسارية الحفارين بدرب السلطان تتطلب تعاملا ناضجا بين كافة الأطراف من سلطات إدارية وأرباب للمحلات وباعة متجولين ومواطنين، بعيدا عن أي قفز على الأحداث الأخيرة عبر إشهار «ورقة الاحتقان الاجتماعي والتلويح بفتيلها ، ففي الاحتكام إلى القوانين وفي استعمال المرونة والسلاسة البناءة تمكين الجميع من حقوقهم بعيدا عن أية تأويلات رخيصة، يقول عبد الله، وهو شاب يمارس البيع بالتجوال، وهو خريج إحدى المؤسسات الجامعية»، مضيفا «نريد العيش ونريد الهنا وراحة البال بعيدا عن أية شوشرة أو تشويش»، رأي يتقاطعه معه كل من سميرة ورشيد، وهما من سكان المنطقة، وكذا حسن سائق سيارة استفسرته «الاتحاد الاشتراكي»، مشيرا إلى صعوبة التنقل، في حين أكدت راجلة أن سيارات الأجرة لم يعد أصحابها يريدون نقل الركاب إلى محيط هذه المنطقة، بفعل ما اعتبرته فوضى تعيشها جنباتها!