أصبح عدد من المواطنين ممن يمتلكون سيارات يجدون أنفسهم يضطرون للتفكير ألف مرة قبل أن يتوجهوا بأفراد أسرتهم، نحو محج محمد السادس من أجل القيام بجولة للتبضع، سواء من وسط قيسارية الحفارين أو بزنقة الشمال ومحيط زنقة العباسيين، وكذا بقيسارية الشاوية وباقي القيساريات الأخرى المتواجدة بالمنطقة، ومرد هذا التردد لايرتبط بالازدحام الشديد والاختناق المروري أو بفعل احتلال الباعة المتجولين للملك العام، أو بسبب التخوف من التعرض للسرقة في غفلة عن الجميع وسط الزحام، وإنما الامر مرتبط بحصة من الإهانة وانفلات الأعصاب التي يكون السبب فيها بعض حراس السيارات الذين لايختلفون في سلوكهم عن «الفتوات»؟ أشخاص يرتدون صدريات أو وزرات ولايضعون أدنى شارة للدلالة على كونهم حراسا للسيارات ومع ذلك يتقدمون لاستخلاص واجبات التوقف ، عملية يمكن إدخالها في صنف العادي، إلا أن اللافت للانتباه أن بعض هؤلاء «الحراس» الذين ينبتون في شوارع المدينة فجأة، لايجدون حرجا في التقدم صوب سائق السيارة ومن معه وهم في وضعية تخدير مطلقة للمطالبة بإتاوة الوقوف، وهي الظاهرة التي تتقاسمها الأحياء الشعبية والراقية على حد سواء، بل حتى في وسط المدينة كما حال شارع ابراهيم الراشدي جوار محطة وقوف الحافلات! وارتباطا بمنطقة درب السلطان، فإن بعضهم حول بقدرة قادر زنقة قرب مخفر علال (ساحة كراج علال سابقا)، جوار محطة سيارات الأجرة ، إلى «باركينغ» ، حتى وإن كان التوقف يتم على جانبي الزقاق، ومع ذلك يتقدم «الحارس» ومن معه عند محاولة ركن السيارة لمد السائق بورقة صغيرة مكتوب على ظهرها «باركينغ» وتحدد سعر الوقوف في 5 دراهم، وحتى إن ركن السائق في غفلة عنهم سيارته فإنه أثناء مغادرته يطالب بتسديد المبلغ المذكور أو التعرض لفصول من الإهانة إن هو عوض ذلك تقدم بدرهمين إليهم! وضعية باتت مبعثا للاشمئزاز يقع السائقون ضحيتها نتيجة تقاعس بعض الجهات المعنية عن القيام بأدوارها في التتبع والوقوف على احترام القانون، علما بأن بعض هؤلاء «الحراس» لايؤدي واجبات الجماعة عن اكترائه للمساحة التي يحرس فيها، والتي تعود أغلبيتها إلى مستشارين ومنتخبين يتصرفون فيها كيفما شاؤوا، هذا في الوقت الذي توجد فيه مذكرة لوزير الداخلية تحت عدد 76 بتاريخ 6 يوليوز 2007، تتطرق إلى المعاناة التي يجدها المواطنون مع بعض هؤلاء «الحراس» والتي تدعو الولاة والعمال إلى حماية المستهلكين في هذا الصدد وإن تطرقت بشكل أكبر إلى فترة الصيف والفضاءات السياحية والمطلة على الشواطئ والمسابح ...، إلا أنها تدعو إلى وضع اللوحات التي تحدد سعر الوقوف واحترام المسافة وحمل زي واضح مع وضع الشارة ... وهي أمور تغيب بعدد من الأزقة والشوارع التي تصبح مرتعا لبعض المنحرفين والمخمورين و«الشمكارة» الذين يصبحون حراسا ضدا على القانون!