أخلت السلطات المسؤولة في الحي الحسني في الدارالبيضاء، أول أمس الخميس، السوق البلدي للحي الحسني من الباعة المتجولين، حيث انتقلت إلى السوق لجنة مختلطة مشكلة من مصالح السلطة المحلية ومصالح عمالة الحي الحسني والقوات المساعدة وقوات الأمن. واستمرت العملية تسع ساعات، ابتداء من التاسعة صباحا وحتى السادسة مساء. وتمكنت السلطات المعنية من إخلاء السوق، رغم المقاومة التي وصفها المصدر نفسه ب»الشرسة» من قِبَل بعض هؤلاء الباعة الذين يحتلون السوق منذ ثلاثين سنة. وقدر المصدر نفسه عدد الباعة الذين يحتلون ممرات مداخل السوق بما يزيد عن مائة شخص، حيث يتسببون في اختناق حركة المرور، سواء بالنسبة إلى زوار السوق أو بالنسبة إلى الراجلين الذين يترجلون في شارع أفغانستان وزنقة سيدي بنور، بسبب احتلال الباعة الرصيفَ، مما تختنق معه حركة سير وسائل النقل العمومي، وهو الشيء الذي تترتب عنه أضرار أخرى للمواطنين. وأضاف المصدر المسؤول أن السلطات تحركت بناء على عشرات الشكايات التي رفعها أصحاب المحلات التجارية في هذا السوق، والذين يقدر عددهم ب700 تاجر، إلى عدة جهات مسؤولة دعوها فيها إلى التدخل لوضع حد لمعاناتهم مع هؤلاء الباعة الذين تسببوا في كساد تجارتهم. وأكد مصدر مطلع أن عملية الإخلاء هذه قد تتسبب في احتقان اجتماعي نظرا إلى أن هؤلاء الباعة يعيشون عن طريق عرض بضاعتهم في مداخل هذا السوق الذي يعتبر من الأسواق المنظمة على صعيد العاصمة الاقتصادية، علما بأن أكثر المتضررين من هؤلاء الباعة هم أصحاب المحلات التجارية الذين كانوا يجدون أنفسهم مجبرين على تحمل «أصحاب الفْرَاشة» لأنهم «يقطعون عليهم أرزاقهم، حسب مصادر مهنية من داخل السوق. وتميزت عملية الإخلاء بإنزال أمني مكثف لإفشال أي مقاومة أو امتناع للباعة الذين فاجأتهم العملية، حيث انتقل إلى عين المكان 45 فردا من القوات المساعدة وعشرون ضابط شرطة و15 من أعوان السلطة و15 فردا من الأمن العمومي، وهو الشيء الذي أرغم الباعة المعنيين على الإذعان لرغبة السلطات، رغم المقاومة التي أبداها بعضهم، والذين وصف عدد منهم القرار ب«الجائر»، لأن السوق هو سبيلهم إلى كسب قوت يومهم. وأكد المصدر المسؤول أن قرار الإخلاء كان مؤجلا منذ سنوات لصعوبته، خاصة أن هؤلاء الباعة أعدت لهم الجهات المسؤولة ثلاثة أسواق نموذجية (سوق شادية، وسيدي الخدير 1 وسيدي الخدير2) وأن منهم من استفاد من محلين أو ثلاثة محلات تجارية وباعها وعاد إلى السوق البلدي فقط لأن هذه الأسواق تبعد عن شارع أفغانستان وزنقة سيدي بنور، التي تعرف رواجا تجاريا، بحوالي مائتي متر. وذكر أنه لم تترتب عن العملية أي اعتقالات في صفوف الباعة المتجولين، رغم وجود اصطدامات مع المصالح المسؤولة التي قامت بحجز الطاولات الخاصة بهؤلاء الباعة ونقلتها إلى المرآب الجماعي. ونفى المصدر المسؤول أن يكون قد جرى حجز أي سلع تخص هؤلاء الباعة المتجولين.