في الوقت الذي واصل أمس المحتجون اعتصامهم لليوم الخامس عشر على التوالي بميدان التحرير مطالبين بضرورة رحيل الرئيس مبارك ، ومع العودة التدريجية لمظاهر الحياة الطبيعية بباقي أحياء القاهرة ، أعلن نائب الرئيس المصري عمر سلمان في بيان خاص يحمل توقيع الرئيس المصري قراراً جمهورياً بتشكيل اللجنة الدستورية لمتابعة التعديلات الدستورية، وأوضح أنه تم وضع خارطة طريق بجدول زمني لانتقال سلمي للسلطة، مضيفاً أن مبارك تعهد بعدم ملاحقة المحتجين وسيسمح لهم بحرية التعبير عن الرأي. وقال سليمان إن مصر لديها خطة وجدول زمني لانتقال سلمي للسلطة ، وأضاف بعد اجتماع مع مبارك بشأن الحوار الوطني الذي بدأه سليمان يوم الاحد مع قوى المعارضة «أبدى السيد الرئيس ترحيبه بهذا الوفاق الوطنى مؤكدا أنه يضع أقدامنا على بداية الطريق الصحيح للخروج من الازمة الراهنة ومشددا على ضرورة مواصلته والانتقال به من الخطوط العريضة لما تم الاتفاق عليه الى خريطة طريق واضحة بجدول زمنى محدد تمضى بمصر على طريق الانتقال السلمي والمنظم للسلطة فى اطار احترام الشرعية الدستورية» وتابع سليمان في تصريحات بثها التلفزيون المصري أمس «تنفيذا لما تم التوافق عليه بين أطراف الحوار فقد وقع السيد الرئيس اليوم قرارا جمهوريا بتشكيل اللجنة الدستورية التى ستضطلع بتناول التعديلات المطلوبة فى الدستور وما تقتضيه من تعديلات تشريعية مصاحبة.» واستطرد أن مبارك أصدر «تعليماته لرئيس مجلس الوزراء لتشكيل لجنة المتابعة التى ستضطلع بمتابعة التنفيذ الامين لما تم التوافق عليه بين أطراف الحوار الوطنى مع تعليمات موازية بتشكيل لجنة ثالثة لتقصى الحقائق حول أحداث ومواجهات يوم الاربعاء الماضى واحالة ما تتوصل اليه الى النائب العام ليتخذ بشأنه ما يلزم من اجراءات.» وكان يوم الاربعاء الماضي شهد اشتباكات دامية بين المحتجين المتجمعين في ميدان التحرير بوسط القاهرة وقال سليمان أيضا «شدد السيد الرئيس على أن شباب مصر يستحقون تقدير الوطن .. وأصدر تعليماته بالامتناع عن ملاحقتهم أو التضييق عليهم أو مصادرة حقهم فى حرية الرأى والتعبير.» وفي ميدان التحرير ، تواصل الإعتصام ، وقالت مصادر صحافية بعين المكان إنه عند الضهر تجمع عشرات الآلاف يهتفون ضد مبارك ، كما تجمع أكثر من 300 طفل في مظاهرة أمام مسجد عمر مكرم قرب ميدان التحرير مطالبين برحيل النظام ويحملون لافتات يقولون فيها إنهم من «أبناء وأقارب الشهداء والمصابين في أحداث 25 يناير» كما لوحظ توجه جموع حاشدة من المحامين إلى ميدان التحرير للانضمام للمتظاهرين ، فيما قام آخرون بمحاصرة مقر وزارة الداخلية ومجلسي الشعب والشورى بوسط القاهرة . وقد نقل عن المتظاهرين في ميدان التحرير رفضهم القرارات التي أعلنها نائب الرئيس عمر سليمان، مؤكدين أنها لا تستجيب لمطالبهم. وقد ذكر شهود عيان أن الجيش حاصر مسيرة أساتذة الجامعات أمام مبنى وزارة الداخلية لمنعهم من الوصول إلى الميدان ، بعد وصول عددهم إلى ما يزيد عن العشرة آلاف متظاهر. كمت تضاهر عشرات الآلاف أمام مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية مطالبينن بتنحي مبارك . وفي السويس بدأ عمال «لافارج» للأسمنت إضرابا عاما داخل مقر شركتهم تضامناً مع مطالب شباب 25 يناير بميدان التحرير ، داعين الطبقة العاملة إلى الانضمام إليهم من جهة أخرى قالت نصادر عليمة أن المجلس الأعلى للجامعات يدرس تأجيل الدراسة أسبوعا حتى 19 فبراير. وحول سبل الخروج من أزمة الحكم التي تعرفها مصر حاليا، أكد موقع شبيجل أونلاين أن الرئيس المصري حسني مبارك قد يغادر مصر لإجراء «فحوص طبية طويلة» في ألمانيا، متحدثا عن أنه يجري مناقشة هذا الخيار عمليا. وأفاد موقع أسبوعية دير شبيجل أن «الأفكار حول زيارة طبية يقوم بها مبارك لألمانيا باتت ملموسة أكثر مما كنا نعتقد حتى الأن» متحدثا عن «فحوص طبية طويلة» للرئيس المصري على الأراضي الألمانية. وأكد الموقع إجراء «مشاورات تمهيدية مع المستشفيات الملائمة ولا سيما عيادة ماكس-غرونديج في بول في منطقة بادي-فورتنبرج (جنوب غرب المانيا»، وذلك نقلا عن مصادر في هذه العيادة. وردا على سؤال حول مدى صحة هذه المعلومات، قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفن سيبرت أنه لم يتم التقدم «بأي طلب رسمي أو غير رسمي بخصوص زيارة مماثلة». وكان مبارك قد خضع مارس 2010 لعملية استئصال المرارة وازالة لحمية من الاثني عشر في عيادة هايدلبرغ (جنوب غرب). وأوكل صلاحياته آنذاك إلى رئيس الوزراء أحمد نظيف. من جانبه دعا الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى حوار مع شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، أمس الأول، إلى قيام «حكومة تمثيلية» فى مصر، معتبرا أن هذا البلد تغير بمعزل عما إذا كان الرئيس حسنى مبارك سيتنحى حالا أم بعد انتهاء ولايته، وأضاف أن الرئيس مبارك وحده الذى يعرف ما الذى سيفعله فى مواجهة الاحتجاجات اليومية، وهو من يعرف ما إذا كان سيغادر منصبه قريبا أم لا، وأضاف أنه واثق من أن الانتقال المنظم للسلطة فى مصر سيؤدى إلى حكومة تبقى على شراكة مع الولاياتالمتحدة.