تصيب الأمراض الباسورية، 80 في المئة من الناس في فترة ما من حياتهم، وتدل البواسير على انتفاخات مؤلمة في الأوردة الموجودة بالأجزاء السفلى في المستقيم أو فتحة الشرج، وهي تحدث نتيجة لتجمع الدم بطريقة غير طبيعية في أوردة منطقة الشرج، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم داخلها، الأمر الذي يجعل الأوعية الوريدية تتمدد وتنتفخ. وتعد البواسير من الأمراض الشائعة التي تصيب النساء خلال مرحلة الحمل أو بعد الولادة، ويعتمد تشخيصها على الأعراض السريرية، وهي مرض يصيب شخصا من بين خمسة أشخاص، ومن أهداف العناية الطبية بها تحسين جودة الحياة. ويعد الإمساك، والضغط على البطن خلال عملية إخراج البراز من العوامل التي تساعد على ظهور البواسير، كما تبين أن الأشخاص المصابين بالبواسير الداخلية يستعملون المراحيض لمدة طويلة، بالإضافة إلى عوامل أخرى من قبيل الاستهلاك المفرط للقهوة، والتوابل، فضلا عن السمنة، التدخين، إدمان الكحول المزمن، ومزاولة بعض الرياضات بعينها. ويمكن تقسيم البواسير إلى قسمين اثنين، بواسير داخلية وأخرى خارجية. فالبواسير الخارجية سببها تدلي وبروز الأوعية التي تحيط بالشرج من الخارج، وهي عبارة عن «كطية» صغيرة لجلد مائل في لونه إلى البني، ولا تسبب البواسير الخارجية أعراضا، ويمكن أن تسبب حكة خفيفة، أو بعض التضييق أثناء التغوط، و نادرا ما تتسبب في نزيف دموي. أما البواسير الداخلية فهي تدل على توسع الأوردة داخل المستقيم، وهي عادة ما تكون غير مؤلمة، وتصنف إلى أربع درجات، في الدرجة الأولى تبقى في المستقيم، وفي الدرجة الثانية تهبط عبر الشرج عند التغوط لكنها تعود بشكل تلقائي، وفي الدرجة الثالثة تهبط عبر الشرج أثناء التغوط و لكنها تتطلب ردا بالأصبع، وفي الدرجة الرابعة تبقى نازلة بشكل دائم ولا يمكن إرجاعها. و في غالب الأحيان يشتكي المريض المصاب بالبواسير من الأعراض التالية، حكة شرجية أو ألم في فتحة الشرج خاصة عند الجلوس، أو خروج دم احمر مع البراز، أو الإحساس بالألم خلال عملية التبرز، أو أن يحس المريض بتدلي كتل على فتحة الشرج. ومن بين مضاعفات البواسير، تخثر البواسير الخارجية التي يصاحبها ألم حاد مستمر بدون انقطاع أثناء عملية التبرز، مع انتفاخ موضعي. وتعتمد المقاربة العلاجية للبواسير على العلاجات غير الدوائية، وتشمل محاربتها الإمساك من خلال حمية غنية بالألياف، الرفع من كمية السوائل، تنظيم وقت التبرز، مزاولة الرياضة الخفيفة وخاصة المشي، والمعالجات الموضعية. وتهدف العلاجات الدوائية إلى القضاء على الآلام بمضادات الألم، كالبراسيتمول، والترامدول، باستثناء الأسبيرين، ومضادات الالتهاب الاستيرويدية، والفليبوتروب، لمدة قصيرة في المرحلة الحادة. وفي الختام يجب على الشخص المصاب بالبواسير عدم الاستهانة بالآلام الناجمة عنها، والعمل على استشارة الطبيب في المراحل الأولى لظهورها، فالبواسير تؤثر على جودة الحياة، والمردودية المهنية، كما تسبب مضاعفاتها أخطارا على صحة المريض إذا لم تعالج مبكرا.