خرج الآلاف من أبناء الشعب المغربي من أجل تخليد الذكرى الخامسة لحركة 20 فبراير بمدينة الرباط، في مسيرة حاشدة، شارك فيها عدد من الفعاليات السياسية والحقوقية والنقابية والجمعوية والشبابية من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ووضع حد للفساد السياسي و الاقتصادي. انطلقت المسيرة، عشية يوم السبت 20 من فبراير 2016، على الساعة الثالثة بعد الظهر من ساحة باب الحد، تحت هتافات وشعارات المشاركين يدعون فيها لإقرار الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ومحاربة كل اشكال ومظاهر الفساد داخل المجتمع المغربي. وصدحت حناجر المشاركين الذين يوجد من بينهم طلبة وأساتذة وحقوقيون وسياسيون، وجمعويون ومنظمات شبابية وفي مقدمتهم الشبيبة الاتحادية التي كانت حاضرة بقوة، بشعارات من قبيل «الشعب يريد إسقاط الفساد»، «عيشي حرة يا بلادي، الثورة شعلوها ولادي»، «قتلوهوم عدموهوم ولاد الشعب يخلفوهوم»، «الحكومة ارحل.. بنكيران ارحل.. المخزن ارحل»،» إذا الشعب يوما أراد الحياة، ينوض يدوي على راسو» باراكا من السكات..» وصب المحتجون جام غضبهم على حكومة عبد الالاه بنكيران بسبب القرارات اللاشعبية التي اتخذتها، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، وفي هذا السياق، كانت المسيرة مناسبة سانحة ، للمطالبة باستقلال السلطة القضائية، وذلك برفع يافطات كتب عليها عبارة «لا لقضاء التعليمات نريد قضاء الحقوق والحريات»، وأخرى مكتوب عليها «كلنا الهيني»، و»تضامن مطلق مع القاضي النزيه الأستاذ محمد الهيني».. كما رفع المشاركون في المسيرة، لافتات كتب عليها: «باراكا من لغلا، جيب الشعب راه خوا»، «الشعب يريد إسقاط فرانك»، «الذكورية تقتل»، «الحب ليس جريمة»، «صوت المرأة ثورة»، «إسقاط المرسومين» «مامفاكين»، وكلها شعارات عميقة ودالة على قضايا سياسية ومجتمعية وحقوقية رمزية. وطالبت العديد من الشعارات، برحيل وزراء حكومة بنكيران، وفي مقدمة هؤلاء المصطفى الرميد وزير العدل والحريات على خلفية القرارات التي تخذها في حق قضاة الرأي والتي اعتبرها المتظاهرون «مجحفة وتنم عن حقد شديد وهجوم على المكتسبات الدستورية». وحين عبرت المسيرة شارع الحسن الثاني وشارع محمد الخامس الى أن وصلت امام مقر البرلمان، اهتز الشارع بشعارات قوية منددة بالسياسة اللاشعبية المنتهجة من قبل الحكومة وطالبوا برحيل رئيس الحكومة. وكانت تنسيقية 20 فبراير بالرباط قد أصدرت بيانا بمناسبة ذكرى انتفاضة 20 يونيو المجيدة، لتخليد ذكرى الحركة باعتبار أن هذا اليوم يعتبر محطة هامة في المسيرة الطويلة للشعب المغربي نحو الحرية والتحرر من قبضة الاستغلال و الاستعمار المقنع والفساد والاستبداد. وذكر البيان بالقمع الشرس الذي طال مئات المواطنين المطالبين بالعدالة الاجتماعية و الكرامة، واصطدم مشروع الشعب المغربي حينها و في عدة محطات تاريخية بجدار من حديد ولغة الحديد و النار أدت إلى اعتقالات واسعة في صفوف أبناء الشعب المغربي. وأكد المصدر نفسه أن تخليد الذكرى يأتي في إطار اصرار حركة 20 فبراير تنسيقية الرباط على النضال من أجل مطالب الشعب المغربي العادلة و المشروعة و الاستمرار في مواصلة النضال على درب شهداء انتفاضة 65 و 81 و 84 من أجل مغرب ديمقراطي تحترم فيه حرية التعبير و الرأي، والكرامة الإنسانية و المساواة و العدالة الاجتماعية و العيش الكريم.