شددت نقابة اللجان العمالية، إحدى المركزيات النقابية الرئيسية بإسبانيا، الثلاثاء، على الحاجة الملحة لمنح البلاد حكومة جديدة، داعية الأحزاب لاستعادة روح ميثاق لا مونكلوا. وتم التوقيع على ميثاق لا مونكلوا سنة 1977 بقصر لا مونكلوا خلال التحول الديمقراطي الإسباني بين الحكومة والأحزاب السياسية الرئيسية الممثلة في البرلمان والجمعيات المهنية والنقابات، والذي رام ضمان انتقال هادئ نحو النظام الديمقراطي. وقال الأمين العام للجان العمالية، اغناسيو فرنانديز توكسو، إن «إسبانيا بحاجة لتشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن»، معتبرا أن الدعوة لإجراء انتخابات عامة جديدة يبقى «السيناريو غير المرغوب فيه إطلاقا» من قبل جميع الفاعلين المعنيين. وتأسف، خلال تدخله في منتدى اقتصادي بمدريد، لكون الأحزاب تسعى لتموقع أفضل في أفق إجراء انتخابات جديدة، بدل البحث عن أرضية مشتركة لتجاوزالجمود السياسي الحالي، معتبرا أن «اسبانيا تستحق أن تغتنم فرصة الحوار والتفاوض» التي أتيحت للأحزاب بعد انتخابات 20 دجنبر. وكان الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، بيدرو سانشيز، قد كلف يوم ثاني فبراير الجاري من قبل العاهل الإسباني، بتشكيل الحكومة. إلا أن حزب بوديموس، أقصى اليسار، رفض التفاوض مع الاشتراكيين إذا ما شملت المفاوضات حزب سويوددانوس، يمين وسط. بل واشترط حزب بابلو إغلسياس تنظيم استفتاء تقرير المصير في جهة كاتالونيا، وهو ما رفضه الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، الذي رفض، أيضا، أن يكون طرفا في حكومة ائتلاف إلى جانب الحزب الشعبي (يمين). وسيتقدم زعيم الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني يوم ثاني مارس المقبل أمام مجلس النواب الإسباني للحصول على ثقة أعضاء هذه الهيئة التشريعية وتنصيبه رئيسا جديدا للحكومة أو رفض ترشحه لهذا المنصب. يشار إلى أن الانتخابات البرلمانية التي جرت في 20 دجنبر بإسبانيا أفرزت مجلس نواب منقسم، وقد حل فيها الحزب الشعبي أولا ب28,7 في المئة من الأصوات و119 مقعدا لكن دون الحصول على الأغلبية التي تخوله الحكم بمفرده. وجاء الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني ثانيا بعد حصوله على 22 في المئة من الأصوات و89 مقعدا، متبوعا بحزب بوديموس اليساري المتطرف وحلفائه، ب20,6 بالمئة و65 نائبا، ثم حزب سيوددانس، يمين وسط، الذي حصل على 13,9 بالمئة من الأصوات و40 مقعدا.