نظم اتحاد كتاب المغرب، فرع الجديدة، باشتراك مع مؤسسة عبد الواحد القادري ، يوم 28 يناير 2011 ندوة محمد زفزاف للقصة القصيرة في دورتها الثامنة، بمقر مكتبة المؤسسة المذكورة، في موضوع « محمد زفزاف من خلال حواراته». وتمحورت الندوة، التي حضرها عدد من المهتمين والمثقفين والطلبة، إلى تسليط الضوء على بعض القضايا والهموم والمواقف التي شغلت القاص والروائي محمد زفزاف في تصريحاته وحواراته الصحفية ومقابلاته التلفزية والإذاعية. وهكذا، في البداية طلب الكاتب الحبيب الدائم ربي من الحضور قراءة الفاتحة ترحما على الكاتب محمد البحتوري، الذي وافته المنية مؤخرا بمدينة سلا، والذي ظلت تربطه بمدينة الجديدة وأهلها علاقات وطيدة، بحكم اشتغاله بها لفترة طويلة، ثم أشار إلى أهمية اللقاء الثامن باعتباره يرسخ ثقافة الاعتراف ، من خلال إحياء ذكرى الراحل محمد زفزاف، مذكرا بمحاور الندوات السابقة التي قاربت قضايا تهم الكتابة لدى زفزاف كما قاربت السرد المغربي على العموم، متوقفا عند بعض العلامات المائزة التي طبعت حوارات زفزاف ومقابلاته الصحفية. وقارب الأستاذ على أيت سعيد موضوعاتيا حوارا كان قد أجراه مع الراحل بول شاول خلال سبعينيات القرن الماضي، مسجلا على الكاتب الصراحة والتلقائية في الأمور السجالية. بينما تطرقت القاصة مليكة الستان إلى حوار كانت قد أجرته معه فتيحة احباباز بالقناة الثانية المغربية، مبينة ما طبع آراءه من جسارة وأصالة. ومن جهته، تناول الباحث المصطفى اجماهري بعض السمات الأساسية في حوارات محمد زفزاف، مستدلا بحوار أجرته معه جريدة «بيان اليوم» المغربية. وقرأ القاص شكيب عبد الحميد نص حوار كان قد أجراه مع محمد زفزاف منتصف التسعينيات، مبينا بعض الخصوصيات التي تطبع حوارات محمد زفزاف. أما القاص عز الدين الماعزي فقد أكد على كون محمد زفزاف كان يلح في حواراته على تشجيع المواهب الناشئة. من جهته ، قدم الباحث عبد الرحمن الساخي، محافظ مكتبة عبد الواحد القادري، مقطعا من أحد الحوارات المتلفزة، باللغة الفرنسية، من برنامج نظرات لعام 1996 وعلق عليه، مركزا على انتماء زفزاف إلى فئة المهمشين، وتحديده للمسافة بين الثقافي والسياسي، وكون زفزاف لا يضع مسافة بين حياته وكتابته. فيما تحدث الباحث عبد اللطيف مكان عن بعض محددات الميثاق الأوتوبيوغرافي في حوارات محمد زفزاف التي تضمنتها رواياته وقصصه. وتطرق الأستاذ أ. التباري إلى التماهي بين حوارات زفزاف ونصوصه الإبداعية، ليتحدث، في الأخير، عبد العالي ناجح عن مصداقية آراء زفزاف ونصوصه. وقد كانت المناقشة ثرية أجمع من خلالها المتدخلون والحاضرون على انسجام محمد زفزاف مع نفسه في آرائه التي تؤكد على تهميش الثقافة والمثقفين في العالم العربي، كما أجمعوا على جرأته وصراحته ومواقفه الشجاعة، وعلى كونه قامة إبداعية وقيمة رمزية كبيرة في تاريخ الكتابة السردية بالمغرب المعاصر.