في سنة واحدة فقط هي سنة 2010 الجارية يطلع علينا الكاتب والمبدع عبد القادر الجموسي بثلاثة اعمال تدور كلها حول القاص والروائي والشاعر المغربي الراحل محمد زفزاف وهي على التوالي: »قاموس زفزاف الادب العالمي« منشورات عكاظ و«محمد زفزاف في أرض الشعر» روكارد بيب، و«أدباء القنيطرة في مرآة زفزاف» المطبعة السريعة. الإصدار الثاني عن «محمد زفزاف في أرض الشعر» فيه من التجميع ما يعود الى بداية نشر الشاعر زفزاف لقصائده، منذ قصيدته الاولى المعنونة ب «أغنية الرماد» المنشورة بمجلة آفاق، السنة الاولى، العدد الرابع في دجنبر 1963 حتى آخر ما نشر من شعر، بالاضافة الى مقالات زفزاف في نقد الشعر وقراءاته لبعض الدواوير الشعرية المغربية التي أنطقت زفزاف نقدا ورأيا في الشعر، لذلك فهو عمل أدبي يستحق فعلا القراءة. يقول عبد القادر الجاموسي في مقدمته: »يشترط زفزاف على القصيدة تحقيق «الاثر المذهل» كمعيار أساسي لشعريتها، لذلك نجده يتوسل بمفهوم «الذهول النفسي» باعتباره ذلك الانطباع الباهر الذي يخلفه الشعر في نفس قارئه، وما أشبه هذا الاثر بما يعرف في مجال الفكر بالدهشة الفلسفية المحرضة على السؤال والتأمل واختراق «خشونة الحس» و«عالم الطمي» نشدانا للحكمة والمعرفة الشعرية بالوجود (...) ورغم أن الحقيقة الشعرية غير الحقيقة الفكرية فإن قضية الانسان تظل هي قضية الشاعر الاولى التي تستقطب جميع خيالاته وأحلامه وتلك هي الروعة - يقول زفزاف - التي يجب ان نعيها ونحسها لدى قراءتنا لهذا الادب المغربي الناشىء الذي بدأ يترصد طريقه وراء الآداب العالمية تجاه هدف أسمى: الانسان قبل وبعد (...) ولعل محمد زفزاف المسكون دائما بهاجس التأسيس لأدب معربي حديث ومتميز كان من بين اوائل الكتاب والنقاد الى أصفوا بإرهاف لحركة موجة الاعماق التي كانت تتشك ل في رحم المشهد الشعري المغربي في سنوات الستينيات، فساهموا بذلك في بلورة اسئلته ورهاناته الموضوعية والاسلوبية . الكتاب يتضمن 21 قصيدة لمحمد زفزاف علاوة على مقالاته في فن الشعر، من قصائد زفزاف ، نقرأ من قصيدة «صوت البحر» : حين نسمع صوت البحر تنبعث الارواح مثل خمرة معتقة تتفتح ورودا، ملحا، صمتا، لا أدري... غير أن البحر يحتوينا، ونداء الاجداد يحتوينا.. والغراب الطريد والجحيم السفلي الابدي وصدى الحروب يحتوينا.. حين نسمع صوت البحر... صوت الزمن نعرف اذ ذلك ان العالم يحتوينا .