نظم اتحاد كتاب المغرب ، فرع الجديدة ، مؤخرا بفضاء الخزانة الوسائطية إدريس التاشفيني بالجديدة ، ندوة "القصة المغربية.. تحولات وأجيال" وذلك في إطار دورةمحمد زفزاف السادسة للقصة القصيرة. وسعت هذه الندوة إلى تسليط الضوء على بعض التحولات الكمية والنوعية في منجز القصة بالمغرب انطلاقا من أسئلة وتشخيصات للمتون وإضاءات لسير الكتاب والمبدعين. وأن القصة المغربية عرفت منذ نشأتها مسارات مختلفة من خلال كتابها الرواد والأجيال اللاحقة التي حاولت تمثل الواقع المغربي من زوايا ومواقف متباينة تبعا لمواقعهم الثقافية والاجتماعية وكذا السياسية. وتحدث محمد منصور الرقاق (جامعة شعيب الدكالي)، في مستهل الندوة التي أدارها الروائي المغربي "الحبيب الدايم ربي"، عن بعض المؤثرات النصية التي بصمت ذائقته في كتابة القصة القصيرة ممثلا لذلك بنماذج مشرقية ومغربية، كما قرأ بعض النصوص القصيرة التي ما يزال يجد فيها وهجا متجددا باستمرار. ومن جانبه، تطرق القاص شكيب عبد الحميد إلى سيرورة القصة القصيرة بالمغرب من خلال تحقيبات اعتمدت العقود المتوالية منذ الأربعينيات من القرن الماضي مبرزا خصائص كل مرحلةعلى حدة ، فيما تناول علي آيت سعيد المحطات الأساسية التي عرفتها القصة القصيرة وتأثير جيل الرواد في الأجيال اللاحقة. أما الباحث والقاص المصطفى اجماهري فقد عرض خلال هذه الندوة ، التي حضرها مجموعة من المثقفين والمهتمين بالفن والإبداع ، لثلاثة مظاهر طبعت الإنتاج القصصي المغربي الحديث وهي: "تعدد اهتمامات القصاصين" و"خفوت الإيديولوجيا" ثم "الذيوع عبر الحوامل الإلكترونية". وعالجت كل من القاصة ليلى الدردوري وأمينة بنزموري، هوية القصة القصيرة من خلال ماطرأ عليها من تحولات كمية ونوعية وكذا العلاقة الملتبسة بين القصة القصيرة بالمغرب والإيديولوجيا في اتصالهما وانفصالهما مدا وجزرا. وجاءت تعقيبات الحاضرين لأشغال الندوة غنية ودقيقة إذ طرحت أسئلة لامست خصوصية القصةالقصيرة بالمغرب فضلا عن غياب التنظير. ويذكر أن الدورات الخمس السابقة لهذا الموعد الثقافي المتجدد تناولت مواضيع "شهادات عن الراحل محمد زفزاف مبدعا وإنسانا" ، و"القصاصون المغاربة بين زمنين" ، و"القصة القصيرة والنقد الأدبي في المغرب" ، و"المكون الواقعي في القصة القصيرة"، و"عوالم محمد زفزاف التخييلية".