في سياق التعريف وفتح الطريق أمام المبدعين الشباب المغاربة على مستوى الفنون الجميلة.. والتي تم تدشينها مع الفنان التشكيلي مراد بواب من خلال رواقه الخاص بالدار البيضاء حيث فسح المجال لاستقبال منتوج الشباب المهووس بالتشكيل والفنون الجميلة رسما ونحتا وتجسيما و كذا فتح أبواب الاحتضان في وجه المبدعين الشباب خريجي معاهد الفنون الجميلة لسبب يؤمن به كما يؤمن به العديدون من الفنانين الحقييقين.. ، مثلما أكد ل" الاتحاد الاشتراكي" سابقا أنه" لكي يتم بروز أي اسم فني.. فإنه يحتاج لرافد الدعم ..و لتسويق المنتوج الفني وإبراز المبدعين والطاقات الشابة لابد من حمل مشعل الانفتاح وتوفير سبل الترويج أمام المتلقي الشغوف بالإبداع ولوحات المبدعين "، وكان مراد قد طرح سؤالا حارقا يرتبط بكيفية تصريف إبداعات الشباب المنتج لقيم الحب والتسامح والتعايش الفني و الأفق الجميل وترجمة مواضيعه الفنية بالريشة واللون على قماش الحياة، ليخلص إلى أنه حان الوقت لوخز القائمين على الشأن الثقافي وتنبيههم إلى واقع حال هذه الشريحة من الشباب التي اجتهدت وناضلت من أجل أن تضمن مستقبلها وتؤرخ لمرحلتها وجيلها عبر الفنون الجميلة قائلا " حان الوقت لتعمل وزارة الثقافة على تأصيل شراكاتها مع الجماعات المحلية وبث الروح فيها لإقامة أروقة وفضاءات خاصة بمعارض الفن التشكيلي واستقطاب المبدعين الشباب للمنافسة الجميلة من خلال المنتوج الفني " . اليوم استطاع بواب الوقوف على إحدى المبدعات المنحدرات من أصول رودانية.. مشبعة بعبق الأرض والمجال بعد تنقلها عبر عدة مناطق بالمغرب لاستكشاف المخزون الفني الأصيل ، المبدعة هاته هي هناء التنفاتي التي قاومت بالريشة والصباغة من أجل أن ترسم معالم الجمال في قالبها السحري الضاج بالثقافة والفكر نظريا وممارسة ، هناء التي لم يهنأ لها بال إلا بعد تمردها فنيا وتفجير طاقاتها الكامنة فيها وفي شخصيتها ، وأحاسيسها ممتطية صهوة الفنون الجميلة تشكيليا ، هناء تعتبر الفن التشكيلي سر كيمياء الوجود وعمق الإنسان كخزان لتقلبات الزمن . لذلك فهناء تمردت على النظام التعليمي المنحط وبحثت لنفسها عن أفق أكثر رحابة لترجمة إيمانها العميق وطموحها الكبير بالبحت العلمي وارتباطه بالفنون الجميلة التي تخلد الأثر الفني . هناء من مواليد سنة 1980 بمدينة وجدة نهمت من ينبوع العلوم الإنسانية الصرفة فلسفة وتاريخا وثقافة وعلوما واستطاعت أن تبني جدارا آمنا لتحصين الذاكرة ونفض الغبار عنها وتسليط الضوء عليها من خلال أعمالها التي وجدت متنفسا لترويجها وإشراك الجمهور فيها على اعتبار أن المبدعة هناء تقول أن الفن التشكيلي رحمة باختلاف مدارسه الفنية وقناة جد معبرة عن مكنون المجتمعات الإنسانية ، ومكملة لكل الفنون الأخرى التي تتقاطع معها جمال الأشياء ويقدمها المبدع في شكل قالب سحري محملا بأطياف الألوان وأسرارها العميقة، بل إن التشكيل هو سر اكتشاف عمق الحياة وسبر أغوار الروح والتحليق بموسيقاه على أجنحة الإلهام نحو الأفق الجميل .. .