التشكيلي عبد القادر بلبشير يعرض لوحاته برواق الفنون بوجدة. احتضن رواق الفنون بوجدة خلال الفترة المتراوحة ما بين 25 فبراير الأخير و 5 مارس الجاري ، معرضا للفنان التشكيلي الموهوب ‘ عبد القادر بلبشير ‘ تحت عنوان ” رحلة فنان ” ، قدم في إطاره أزيد من ستين لوحة ، عكس فيها تجربته الخاصة في التعامل مع الريشة والألوان ، ومدى عشقه للمآثر العمرانية التاريخية والتقاليد المغربية الأصيلة ، والتي توزعت بين الواقع والتجريد . وقد زار عدد كبير من المهتمين بهذا الفن والفاعلين في عالم التشكيل والمتذوقين له لمشاركة المبدع بلبشيرمعرضه والاطلاع عن كثب على رحلته الفنية بحسب العنوان الذي اختاره لهذا المعرض الذي ضم مجموعة من اللوحات عبارة عن مآثر عمرانية تاريخية خالدة ، واستعراض جميل لأهم ما تتميز به مختلف المناطق المغربية من عادات وأعراف وتقاليد أصيلة ، مستعينا بتجربته الخاصة وبرؤيته للأشياء وكل ما يحيط بها من فضاءات أثرت فيه بشكل غير مباشر وترجمت عن طريق لوحات جعلت الزائر لمعرضه يبحر عبر الزمن الماضي ليكتشف حضارة أسلافنا ، ويتيه في تلك الأزقة الضيقة للمدن العتيقة التي استوطنوها ، ويقف بخشوع وإجلال أمام مآثرها التي أضفت عليها ريشة هذا الفنان ألوانا سحرية جعلتها حية ناطقة تبوح لك بأسرارها وخباياها . وعن مكانة الفن التشكيلي بالجهة الشرقية ، أكد المبدع عبد القادر بلبشير في حديث خص به ‘ تاوريرت سيتي ‘ أنه فرض وجوده وأصبح يحتل مكانة لائقة بعد أن كان إلى وقت قريب ” نسيا منسيا ” ، وذلك من خلال الإقبال الكبير الذي عرفه المعرض من الجنسين ومن مختلف الفئات العمرية ، وإن كان للشباب حصة الأسد في ذلك ، مما يبرهن بوضوح تعطش المواطنين بالجهة الشرقية لهذا الفن الراقي الذي أصبح جزءا من حياتهم ، حيث لا تجد بيتا يخلو من لوحة تشكيلية أو أكثر ، وهو أمر محمود يشجعنا على مزيد من البذل والعطاء . وحتى يتجذر هذا الفن عميقا وينتشر أكثر ، ناشد الفنان بلبشير الجميع ، خاصة الآباء والأمهات على تشجيع الناشئة للارتواء بكأس الفن التشكيلي باعتباره مرتعا خصبا لصقل مواهبهم وتهذيب أذواقهم ، لأنه مفتاح كل نهضة وتنمية وتطور ثقافي وإبداعي . وانتقد المبدع بلبشير تجاهل المسؤولين لهذا الفن من خلال عدم انفتاحهم على التشكليين الذين غالبا ما يعتمدون على وسائلهم الخاصة في غياب أي دعم للفنان التشكيلي . مشيرا في الوقت ذاته إلى ما يتعرض إليه الفنان من استغلال بشع من طرف بعض من أسماهم بالسماسرة الذين يتوسطون بين التشكيلي وعاشقي اللوحات الفنية ، حيث اتخذوا هذا الفن كمشروع تجاري مربح ، الضحية فيه هو الفنان الذي لا حول له ولا قوة ، من خلال زيارتهم للمعارض واقتناء لوحات بعينها بمقابل متواضع جدا ليعيدوا بيعها إلى ذوي الاهتمام بهذا الفن بمبالغ خيالية ، وهذا ظلم لفنان عانى ما عانى قبل أن تكتمل تحفته الفنية وتخرج إلى حيز الوجود . واستجابة لرغبات شريحة عريضة من هواة وعاشقي الريشة والألوان ، ارتأى الفنان بلبشير تمديد معرضه بالرواق ذاته أسبوعا كاملا حتى يتسنى لمن فاتته فرصة لقاء هذا المبدع وتذوق لوحاته أن يبادر إلى زيارته . ويبقى ‘ عبد القادر بلبشير ‘ أحد الوجوه الفنية التي تسير بخطوات ثابتة نحو عالم التألق بعد أن فرض وجوده في ساحة الفن التشكيلي على المستويين الجهوي والوطني ، ونتمنى من المسؤولين وكل غيور على هذا الفن التعبيري الراقي أن يأخذ بيده ويشجعه لتسهيل مسيرته الإبداعية حتى تعبر حدود الوطن.