تشرف المدير الجهوي لوزارة الثقافة بالجهة الشرقية بدعوة الجميع لحضور فعاليات معرض تشكيلي للفنان المتميز عبد القادر بلبشير بمدينة وجدة تحت عنوان:رحلة فنان،وذلك برواق الفنون بشارع المغرب العربي وجدة خلال المدة من 25 فبراير 2011 الى 05 مارس 2011. وكانت مراسم افتتاح المعرض اليوم الجمعة 25 فبراير 2011 ابتداء من الساعة 5 مساء.. ما هو الواقعي في اللوحة وما هو المتخيل؟ ما هو المتضاد فيها وماهو المتآلف؟ ما هو الثابت وما هو المتحول؟ أسئلة تواجهك وأنت تمسك بأول خيط يحيلك على موسيقى الجسد في لوحة عبد القادر بلبشير،اللوحة باعتبارها خطابا جماليا يتوخى البحث في تفاصيل الكائن وبلورة كيمياء الوجود. إن فضاء اللوحة لدى بلبشير عالم من الأسرار،لايتوقف عن ممارسة مكره ودهائه فمنذ تجربته الأولى وهو يتعمد الزج بعين الرائي في لانهائية المدى والحركة،وهو احتفال يعي من خلاله بلبشير أن الأساليب الجديدة والأشكال المبتكرة لا تفتأ تعطي لهندسة اللوحة عمقها الدلالي،فاتجاهات الخطوط ومفردات الشكل تنصهر في خامة اللوحة متماهية كما الكائنات التي غالبا ماتأتي راقصة تتبلور بما يليق بإفصاح اللون ولغة الأبعاد حتى تظهر في العمل الفني مسارات مخططة من أجل عين المشاهد التي تستكشف وتتحرك على السطح،إنه يقوم بهذه الحركة لا من أعلى إلى أسفل فقط،بل من اليمين الى اليسار أيضا وكذلك في جميع الاتجاهات التي تنجذب إليها،إنه يسلك الطرق المخطوطة في العمل الذي يشاهده،حسب تعبير "بول كلي" اللوحة هذا المركب التعبيري يدين في أعمال بلبشير لخطوط متشابكة تتناسل في توتر حينا وفي تناغم حينا آخر،إنها جغرافية متخيلة لا تكتمل إلابتمردها عن الإطار،فالمتخيل في اللوحة لا يقبل المربعات ولا الدوائر،بل هو بأسلوبه التجريدي يصور مصائر الإنسان بكثافة اللون المختزل المتفلت من العراء،وكأنه يقول في الحركة يصبح السطح أكثر عمقا من الباطن المتراص. سفر بلبشير في جزيرة الفن التشكيلي المعاصر،يتميز بسمة هامة وهي التوازن بين مفردات اللوحة تناغمها وارتباطها البنيوي،هذا التأليف هو ما يجعل اللوحة مرهفة،شفافة،تتوازن فيها عناصر البناء لتوهمنا بسكون ينتهي على حافة تضاد بليغ.فإيقاع اللون وكتله تلاحق انفعالات الذات المبدعة وفق ثنائيات(السكون - الحركة،الفراغ - الامتلاء،الأضواء - الظلال) لدرجة تصير فيها اللوحة ناطقة،حالمة،مكثفة ببلاغة المشهد. إن خصوصية الموضوع لدى الفنان المتميز عبد القادر بلبشير تجعله منفتحا على تجارب ومنابع فنية مختلفة فهو يتفق مع التجريد،ويختلف معه،يتفق مع التشخيص ويختلف معه،بل هو يستقل بأسلوبه وتقنياته وينتصر للروح رغم سطوة الجسد،يلغي الزمن ويتجاوز الحركة. هكذا يأسرنا الفنان المبدع عبد القادر بلبشير في لغته المرئية،ذات البعد الإنساني الكوني،فنتنفس معه هواء الرغبة ونلمس معه تراب المعنى،إنها وظيفة إبداعية تسعى لأن تجمع شتات الجهات على صفحة الجسد. قصائد الفنان التشكيلي عبد القادر بلبشير الساحر تخط بالفرشاة والألوان.