انطلقت فعاليات المنتدى الاجتماعي العالمي أول أمس بدكار السينغال بمسيرة حاشدة شاركث فيها مختلف ممثلي الحركات الاجتماعية، والمنظمات الحقوقية من كل بقاع العالم، خاصة دول إفريقيا، وأمريكا اللاتينية، وأوربا. وسط اهتمام إعلامي كبير يضم ممثلي وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، والمكتوبة، الدولية، انطلقت هذه المسيرة من أمام الساحة الموالية لمقر الإذاعة والتلفزة السينيغالية رددت خلالها حناجر المشاركين شعارات مختلفة، تدعو للديمقراطية والتنمية، والحرية، وكل القيم الإنسانية، بالإضافة إلى حمل لافتات تعبر عن شعارات تترجم الشعار العام للمنتدى الاجتماعي العالمي. جابت المسيرة، التي كانت تضم حوالي 40 ألف مشارك الشوارع الرئيسية للعاصمة السينيغالية وسط أهازيج شعبية إفريقية، والفولكلور المغربي الذي كان حاضرا بقوة. وبخصوص المشاركة المغربية في هذا المنتدى الاجتماعي العالمي، فالمغرب، ممثلا في هيئات المجتمع المدني، والنقابات يشارك بوفد يضم 1200 مشارك، حيث تم تسخير أربع طائرات مغربية لنقل المشاركين للعاصمة داكار. وحسب عبد الرفيع حمضي، الفاعل الجمعوي، فإن المشاركة المغربية تتجلى أولا وقبل كل شيء في تقديم دعم المجتمع المغربي، لإخوانهم الأفارقة، بالسنيغال من أجل إنجاح هذه التظاهرة العالمية، وكذلك فهي مناسبة للمجتمع المدني المغربي للتعريف بكل القضايا الكبرى لبلادنا وفي مقدمتها الوحدة الترابية، من أجل رفع اللبس والمغالطات التي يروجها الخصوم الوحدة الترابية. ومن جانبه، أكد عبد الواحد بنشريفة، عضو المجلس الوطني للفيدرالية الديمقراطية للشغل، ومنسق الفيدرالية في الديبلوماسية النقابية في تصريح لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» أن الفيدرالية الديمقراطية للشغل، أحد مؤسسي المنتدى الاجتماعي المغربي والمغاربي، شاركت في المنتديات الاجتماعية الدولية بمالي سنة 2005، وبكينيا سنة 2007، إلى جانب بعض المركزيات النقابية الأخرى، وكان دائما هاجسها من خلال هذه المشاركات تقوية دور الحركة المدنية المغاربية والعالمية في الدفاع عن مصالح مواطني العالم، ضحايا النيو ليبيرالية، والعولمة المتوحشة، وكذلك من أجل عالم يسوده السلم والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتقوية دور النساء على كل المستويات، كما أن الفيدرالية عملت من خلال المنتديات السابقة ومنتديات أخرى بقوة، على الدفاع عن السيادة الوطنية والوحدة الوطنية، وشرح المقترح المغربي القاضي بحكم ذاتي موسع بالصحراء المغربية لكل المركزيات النقابية العالمية كحل سياسي واقعي ومنطقي. واعتبر عبد العالي مستور، رئيس منتدى المواطنة، أن المنتدى الاجتماعي العالمي مكسب إنساني ومدني واجتماعي بحكم أنه فضاء للتواصل وتبادل التجارب والجهود العالمية، التي يجمعها هم مشترك، واحد هو الدفاع عن القيم الإنسانية، والتداول في الأجندة المشتركة، التي هي أجندة الكرامة الإنسانية، وقيم التضامن والتكامل والوحدة بمساهمة مختلف المكونات الثقافية والسياسية والدينية، وتحديد آفاق العمل وأولوياتها المستقبلية، التي يجب أن يؤكد عليها المجتمع المدني من أجل عالم للجميع. وتشارك المنظمة المغربية لحقوق الإنسان في هذا المنتدى الاجتماعي بوفد يتكون من 15 عضوا، متوخية التحسيس بأهمية الحقوق المدنية والسياسية و الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية من خلال المساهمة الكثيفة في الندوات الموضوعاتية في أنشطة المنتدى ودعم المطالب المشروعة للحركات الاجتماعية توطيد العلاقات مع مختلف المنظمات والجمعيات الإقليمية والدولية والوطنية. وشاركت في المسيرة، شخصيات عالمية بارزة منها، رئيس دولة يوليفيا، ورئيسة الحزب الاشتراكي الفرنسي، ورئيس الحزب الشيوعي الفرنسي، وشخصيات إفريقية وعربية قيادية للمجتمع المدني.