بدعوة من المنتدى الاجتماعي المغاربي، وبتأطير من منتدى بدائل الجنوب، احتضن المغرب بأحد الفنادق بالهرهورة بالرباط مابين 3 و 9 ماي 2009 تظاهرة دولية كبرى، شاركت فيها ثلاثة فعاليات: وهي المجلس الدولي الإفريقي الذي يتشكل من ممثلين عن الحركات الاجتماعية والنقابية والمدنية لكل دول إفريقيا والصحراء، والفعالية الثانية هي الفعالية العربية حيث تتألف من ممثلين عن الحركات النقابية والاجتماعية والمدنية في كل الأقطار العربية، والفعالية الثالثة هي المجلس الدولي للمنتدى الاجتماعي العالمي والذي يضم في عضويته قيادات الحركات الاجتماعية والنقابية عبر العالم. ففي أيام 3 و4 ماي، انطلقت فعاليات المجلس الدولي الإفريقي وكان مطروحا في جدول أعمالها، البحث في علاقة العمل المشترك بين مكونات إفريقيا بما فيها شمال أفريقيا والمشرق العربي في أفق تنظيم المنتدى الاجتماعي العالمي المقرر عقده سنة 2011، كما تدارس أعضاء المجلس الإفريقي ترشيحات الاحتضان المقدمة من طرف ثلاث دول افريقية وهي النيجر، السنغال وجنوب إفريقيا. وبعد الاطلاع على ملفات الترشيح من طرف المجلس الإفريقي، اتخذ قرار عقد المنتدى الاجتماعي الإفريقي المقبل في السينغال، والمنتدى الموضوعاتي الخاص بدراسة وضعية الطوارق بالنيجر، كما تناول الجانب المالي والاستعداد المادي لاستقبال هذه التظاهرة الكبرى بإفريقيا. أما يوم 4 ماي، فانطلقت فيه الفعاليات العربية بحضور ممثلين عن كل من العراق ولبنان وفلسطين والأردن ومصر وتونس المغرب، موريتانيا، الجزائر بعقد جلسة عامة تم خلالها استعراض تجارب الحركات الاجتماعية بالمنطقة والحركة النقابية والمدنية والحقوقية والنسائية والشبابية. كما طرحت خلال هذه الجلسة العامة القضايا الكبرى المطروحة بالمنطقة أساسا كقضية الهوية، وقضية الصراعات والنزاعات والحروب وكذا التسلط الأمريكي الصهيوني على المنطقة من خلال الاستماع إلى تقارير عن الوضع الفلسطيني والعراق، بالإضافة إلى قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان والعلاقة بالغرب. ووقفت هذه الجلسة عند الأولويات والآليات التي سيتأسس عليها هذا المشروع الجديد، أي المنتدى الاجتماعي العربي. أما في ما يتعلق بيوم 5 مايو، فقد توزع المشاركون من الفعاليات العربية وبتأطير من فعاليات دولية من أعضاء المجلس الدولي للمنتدى الاجتماعي العالمي على ثلاث ورشات، وهي ورشة المرأة وورشة الحروب والنزاعات والمسألة الدينية وورشة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية العامة في ظل الوضعية الراهنة، وقدمت خلاصات أعمال هذه الورشات الثلاث في الجلسة الختامية المنعقدة مساء نفس اليوم، كما عقدت الفعاليات العربية جلسة عمل مشتركة مع المجلس الدولي للمنتدى الاجتماعي الإفريقي من أجل وضع برنامج العمل وآليات الاشتغال في أفق استعداد إفريقيا لاحتضان المنتدى الاجتماعي العالمي سنة 2011. أما بخصوص فعاليات المنتدى الاجتماعي الدولي، فقد انطلقت الجلسة الافتتاحية أمس الأربعاء 6 مايو بنفس المكان، وخلال هذا اليوم عرف انعقاد المجلس الدولي لقاء مع الفعاليات العربية من أجل تدقيق خطة العمل وبرنامج الإعداد لعقد المنتدى الاجتماعي العربي الأول. أما بالنسبة ليومه الخميس، فسيخصص للمصادقة على قرار المجلس الإفريقي القاضي بعقد المنتدى الاجتماعي الإفريقي السينغال، وانتقل بعد ذلك لإتمام النقاش الذي بدأ ببليم بالبرازيل حول الأرضية الإستراتيجية لمواجهة الأزمة المالية التي تجتاح العالم من أجل اعتمادها كموجه اجتماعي للحركات الاجتماعية عبر العالم المناهضة للسياسات النيوليبرالية والعولمة المتوحشة، وسيتوزع المنتدى يوم الجمعة إلى لجانه الدائمة وهي لجنة المالية، ولجنة الإعلام والاتصال ولجنة التوسيع والانفتاح واللجنة الإستراتيجية، استعدادا لصياغة البرنامج النهائي لكل المحطات النضالية والتعبوية التي سيشرف عليها عبر العالم، في أفق المنتدى الاجتماعي العالمي 2011.