أعلنت منظمة الصحة العالمية يوم الاثنين ان عدوى زيكا الفيروسية التي تنتقل عن طريق البعوض تمثل حالة طوارئ دولية تحدق بالصحة العامة بسبب ارتباطها بآلاف من حالات تشوه الأجنة في البرازيل فيما تسعى المنظمة للرد على هذه الخطر. وقالت مارجريت تشان مديرة منظمة الصحة العالمية للصحفيين إن الأمر يتطلب تضافر الجهود الدولية لتحسين أساليب الرصد وتسريع جهود ابتكار لقاح مع تحسين أساليب تشخيص المرض مشيرة الى ان المسألة لا تستلزم فرض قيود على السفر أو التجارة. كانت منظمة الصحة العالمية قد تعرضت لانتقادات العام الماضي لتأخرها في التعامل مع وباء الايبولا بغرب افريقيا الذي أودى بحياة أكثر من عشرة آلاف شخص خلال عامين بعد ان تعهدت المنظمة بسرعة مواجهة الوباء. وقالت تشان »ان التخوف الأول والأهم يتعلق بالتشوه الخاص بصغر حجم الدماغ وعدم اكتمال نمو المخ« لدى المواليد. وأشارت إلى وجود «اشتباه قوي في الارتباط بين الفيروس وتشوه الأجنة» لكن الصلة بينهما لم تتأكد علميا بصفة قاطعة. وقالت للصحفيين في مقر المنظمة بجنيف إن الأمر يتطلب بذل الجهود حاليا لحين ظهور الأدلة العلمية على العلاقة بين الفيروس وتشوه الأجنة. كانت لجنة من الخبراء المستقلين قد أوصت بحالة الطوارئ الدولية في اعقاب انتقادات بالتردد في مواجهة الفيروس حتى الآن وقالت اللجنة بضرورة الاسراع بالجهود الدولية وتمويل البحوث للقضاء على انتشار الفيروس. كانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت الاسبوع الماضي إن عدوى زيكا الفيروسية تستفحل بصورة شديدة وقد تصيب نحو أربعة ملايين شخص في الأمريكتين. وقالت منظمة الصحة في الأمريكتين إن الفيروس انتشر في 24 دولة ومنطقة بالامريكتين. وهذه هي المرة الرابعة التي تعلن فيها منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ الدولية المتعلقة بالصحة منذ عام 2007 وتلا ذلك اتخاذ اجراءات مماثلة خاصة بالانفلونزا والايبولا وشلل الأطفال. وقال مساعد لديلما روسيف رئيسة البرازيل أمس إنه لا يوجد أي خطر يهدد بالغاء اولمبياد ريو دي جانيرو المقرر هذا العام بسبب تفشي فيروس زيكا في البلاد. وأبلغ جاك واجنر الصحفيين في برازيليا «يتعين علينا أن نشرح لكل من يأتي الى البرازيل وكذلك الرياضيين انه لا يوجد أي خطر يذكر ما دامت المرأة ليست في حالة حمل.» ولا يوجد لقاح أو علاج لفيروس زيكا الفيروسي الذي ينقله البعوض من جنس (ايديس ايجبتاي) الذي ينقل ايضا حمى الدنج والحمى الصفراء وهو يتسبب في ارتفاع درجة حرارة جسم المريض وظهور طفح جلدي ولم تظهر على 80 في المئة من المصابين بالفيروس أي أعراض. وتتركز معظم الاجراءات على الحد من انتشار البعوض ووقاية البشر منه. وقال مسؤولو صحة بالولايات المتحدة إن هناك جهتين محتملتين لابتكار لقاح ضد زيكا وقد تبدأ الاختبارات الاكلينيكية على البشر في هذا المضمار أواخر العام الجاري ولن يكون هناك لقاح متوافر على نطاق واسع إلا بعد بضع سنوات. وقالت وزارة الصحة البرازيلية إن عدد حالات الاشتباه بصغر حجم الرأس زاد إلى اربعة آلاف حالة. ولم يكن فيروس زيكا -الذي رصد بافريقيا في عام 1947- معروفا في الأمريكتين حتى العام الماضي حيث ظهر في شمال شرق البرازيل ثم واصل انتشاره بسرعة في أمريكا اللاتينية عبر البعوض من جنس (ايديس ايجبتاي) الذي ينقل ايضا حمى الدنج والحمى الصفراء وفيروس التشيكونجونيا.