لفظ محمد أبو الحسن، محام بهيئة مكناس أنفاسه داخل قاعة جلسات التلبس، أمام اندهاش الهيئة القضائية وزملائه في هيئة الدفاع. وكان الراحل يرتدي بذلته السوداء وبيده ملفات كان يتهيأ للدفاع عنها مباشرة بعد دخول الهيئة القضائية لقاعة الجلسات، إلا أنه جلس فجأة بجانب زملائه و هو يتصبب عرقا ثم سقط أرضا. وعلى الرغم من إسراع زملائه بتقديم يد المساعدة له لعله يستفيق، بإعطائه ماء وسكرا وصب الماء على جبينه، إلا أن الأزمة زادت من حدتها، ما دفع رئيس الجلسة إلى رفعها، حيث تم إخبار وكيل الملك بالحادث الذي حضر فورا، واتصل بمصالح الوقاية المدنية من أجل إرسال سيارة إسعاف مجهزة بالأكسيجين. وقبل ذلك، تم إخلاء قاعة الجلسات من الحضور، وحضر رجال الإسعاف الذين قدموا الإسعافات الأولية للراحل في عين المكان و زودوه بالأكسيجين إلا أن ذلك لم ينفع، ليتم نقله إلى مستشفى مولاي إسماعيل العسكري، بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة داخل القاعة حسب البعض، فيما يقول آخرون، أنه فارق الحياة في الطريق. وخلفت وفاته حسرة وأسى عميقين لدى جميع مكونات الهيئة القضائية بمكناس، التي ودعته إلى مثواه الأخير ظهر يوم الثلاثاء وووري الثرى بمقبرة الريحان، بعد صلاة الجنازة التي أقيمت بمسجد محمد السادس. والراحل من مواليد 1949 متزوج وأب لثلاثة أبناء (بنت وولدين ).