تعتبر الحساسية الغذائية، مشكلا من مشاكل الصحة العمومية، وتصيب 3 إلى 4 في المئة من الأشخاص البالغين، وما بين 6 و 8 في المئة من الأطفال، وهي أكثر انتشارا في الدول المتقدمة. ويرجع سبب انتشارها المتزايد إلى عدة عوامل، من بينها تقلص الرضاعة الطبيعية عند الأمهات، التنويع المبكر لغذاء الرضع، والأطعمة السريعة، كما تشير فرضيات أخرى إلى التلقيحات، والنقص من الفيتامين «د» والمشاكل البيئية، ويعتبر العامل الوراثي بدوره عاملا من عوامل الإصابة بالحساسية الغذائية. بالمقابل يجب التمييز بين الحساسية الغذائية المرتبطة بتفاعلات جهاز المناعة، وبين عدم تحمل الطعام، إذ نجد أن ما بين 50 و 90 في المئة من الحالات المصرح بها ذاتيا، هي ليست بحساسية غذائية حقيقية، ويمكن أن تكون ناجمة عن تقلبات استقلابية أو عقاقيرية أو تسممية. ومن بين مسببات الحساسية عند الأطفال نجد حليب البقر بنسبة 2.5 في المئة، والبيض بنسبة 1.6 في المئة، وتعتبر الحساسية الغذائية عامل خطر مدى الحياة للربو، علما أن من بين الأطفال المصابين بالحساسية الجلدية 40 في المئة هم مصابون بالحساسية الغذائية السريرية . ولفهم كيفية حدوث الحساسية الغذائية، نقدم للقارئ في بعض سطور، أسباب نشأتها، إذ يفرز جسم الإنسان الأجسام المضادة، كردّ فعل معاكس من جهاز المناعة تجاه مادة في الطعام، غالبا بروتينية، و يفترض أنها غير ضارة في الحالة الطبيعية، وفي محاولة الجسم للمقاومة وكرد فعل ينتج جهاز المناعة أجساما مضادة لهذه المادة، التي تحفز ظهور أعراض الحساسية في غضون دقائق أو ساعات بعد أكل طعام محدد. وقد يتحسس الشخص لنوع واحد أو أكثر من أنواع الطعام في نفس الوقت، بحيث يعتبر الحليب، والبيض، والسمك، والمحار، والمكسرات، والقمح مواد مسبّبة لحوالي 90 في المئة من مشاكل الحساسية الغذائية، وكذلك الأمر بالنسبة للموز، التوت، حبوب لقاح النباتات، والفستق.. . وتتوزع أعراض الحساسية الغذائية ما بين الحكة، طفح جلدي، أو تورم للشفتين، أو اللسان، أو الحلق، أو الجلد، وبحة في الصوت، غثيان وتقيؤ، إسهال، ألم في البطن، اضطرابات تنفسية، صفير تنفسي، ارتفاع في خفقات القلب، انخفاض الضغط الدموي، فقدان الوعي، هبوط حاد في الدورة الدموية، و يمكن أن تؤدي إلى وفاة فورية، إذ تبين الإحصائيات أن 90 في المئة من حالات الحساسية الغذائية، نجد فيها إصابات جلدية، و 70 في المئة إصابات تنفسية ، وما بين 30 و 45 في المئة، إصابات للجهاز الهضمي ، وما بين 10 و 45 في المئة إصابات لجهاز جريان الدم، وتتسم الحالات الحادة، بإصابات تنفسية عند الأطفال، وإصابات لجريان الدم عند البالغين . الدكتور مصدق المرابط