أكد الدكتور عمر العراقي أن حساسية اللحوم نادرة، والسبب في ذلك أن اللحوم ليست كلها بروتينات، بل تحتوي على جزيئات من الكربوهيدرات. في الحوار التالي يقدم أخصائي الأمراض التنفسية والحساسية (حسياسية الجلد والحساسية للمواد الغذائية والأدوية) معلومات طبية ونصائح للتعريف أكثر بحساسية المواد الغدلئية.. - ما تعريف الحساسية للمواد الغذائية؟ الحساسية عبارة عن رد فعل غير طبيعيّ لأنسجة الجسم، بعد تعرضها لمستضد خارجي، إما عن طريق ملامسة للجلد أو الأغشية المخاطية أو من خلال مجرى الدم، بعد امتصاصها من الأمعاء، وتحدث الحساسية نتيجة لتمازج المستضد الخارجي مع نوع خاص من الأجسام، فتظهر الحساسية. ويكون بعض الأشخاص أكثر تقبلا لصنع أجسام مضادة من غيرهم، حيث يمكن أن تظهر بصورة سريعة بعد بضع دقائق أو بعد ساعات، وحتى أيام، من تعرّض الشخص لعامل الحساسية، ويمكن أن يكون التحسس موضعيا، مثل الطفح الجلدي أو يكون عاما وشديدا، حيث يؤدي إلى الوفاة، مثل التعرض لحساسية الصدمة الشديدة. - ما هي الأغذية التي تسبب الحساسية؟ إن الأغذية المسؤولة عن حدوث الحساسية كثيرة جدا، وتكاد تكون شاملة لأغلب المواد الغذائية، ومن أهمها الأسماك، الفواكه الجافة، كالكاوكاو وغيره والفواكه والخضر، إضافة إلى الحليب، البيض، الحبوب واللحوم، إلى جانب كون المواد الحافظة للأغذية، التي تعد المسؤولَ الأول عن الإصابة بالحساسية. وتظهر هذه الحساسية على شكل طفح جلديّ، ويتم تشخيصها باعتماد التحاليل التي لا يمكن إجراؤها إلا بعد ظهور الأعراض، من قبيل صفير في الصدر (الربو، نوبة الاختناق، انسداد في الأنف، حكة أنفية أو عطس.. وقد تظهر الحساسية على شكل بقع جلدية شديدة الحمرة وقد يرافقها انتفاخ، وهو ما يعرف ب«تورديدت»، مع حكة جلدية وأيضا انتفاخ في اللسان. لكنّ الأخطر هو انتفاخ الحنجرة وانسداد سريع للجهاز التنفسي، وللإشارة فالحساسية للمواد الغذائية غير مقتصرة على شخص دون غيره، حيث يعتبر الكل معرضا للإصابة بها. - ما هي أنواع الحساسية؟ الحساسية الجلدية: تعد الإكزيما نوعا من أنواع الحساسية الجلدية التي تظهر عند ملامسة الجلد للمواد التي تسبب الحساسية، مثل المواد الكيماوية، كالمنظفات والمعقمات وغيرها، وقد تكون الإكزيما ناتجة عن تناول أو لمس الأطفال أو بعض الكبار موادا غذائية مسببة للحساسية. -حساسية الجهاز التنفسي: الربو القصبي هو الأكثر حدوثا للأشخاص عند استنشاقهم للمواد المسببة للحساسية، ولكنّ الربو يحدث في بعض الأحيان نتيجة لتناول بعض الأغذية أو شم بخار الطبخ، خاصة بخار طبخ «القمرون».. -حساسية الجهاز الهضمي: تظهر أعراض الحساسية للجهاز الهضمي على شكل سوء هضم أو آلام في البطن أو تقيؤ، أو على شكل إسهال، خاصة عند الرضيع عند تناوله الحليبَ الصناعي أو حليب البقر. -حساسية الدورة الدموية: تظهر على شكل صدمة شديدة، مسببة الوفاة المفاجئة، نتيجة للتوسع الكبير في الأوعية الدموية أو ضيقها وما ينتج عن ذلك من هبوط حادّ في الدورة الدموية، مما يحول دون وصول الأوكسجين إلى المخ، وبالتالي الوفاة. - ما مدى انتشار الحساسية للحوم؟ أولا، لا بد من ذكر القيمة الغذائية للحوم، حيث تحتوي قطعة لحم وزنها 80 غراما على 215 سعرة حرارية وحوالي 20 غراما من البروتينات، و20 غراما من الدهون وبعض الفيتامينات (ب1 وب2) وتفتقر إلى السكريات، لذلك يجب عدم الإفراط في تناولها، وبخصوص الحساسية للحوم فهي نادرة ولا تصيب إلا من هم في المراحل العمرية ما بين 35 و40 سنة، ويتم تشخيصها بوضع قطعة من اللحم في الطبقة الخارجية من الجلد لمعرفة الإصابة بها من عدمها. - ما أهم النصائح الغذائية التي يمكن توجيهها للقراء بمناسبة عيد الأضحى؟ من المهم جدا التوعية بعدم الإفراط في تناول اللحوم الحمراء عموما، لكونها تحتوي على كميات كبيرة من الدهون المشبعة والمركزة، وخاصة منها الموجودة في المخ و«الكلاوي»، والتي تضرّ بالصحة، حيث تؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضميّ وإلى السمنة وارتفاع الكوليسترول في الدم وتصلب وضيق الشرايين.. وما ينتج عن ذلك من ارتفاع الضغط وأمراض القلب والذبحة الصدرية.. لذا يجب التخلص من كل الدهنيات المتواجدة في اللحوم عن طريق طهوها بالبخار وكذا استعمال زيت الزيتون بدلاً من زيت المائدة. - هل يفقد اللحم قيمته الغذائية عند الشواء؟ يعد شواء اللحوم عادة مفضلة لدى كثير من المغاربة في العيد، إلا أن العديد من الدراسات حذرت منها، بسبب تكوّن مركبات ضارة بالصحة أثناء الشواء، بسبب إمكانية خفض تركيز هذه المواد الضارة في اللحوم المشوية حتى تصبح صحية، ويتحقق ذلك من خلال عدة خطوات، منها تصغير حجم قطع اللحوم المشوية، لتقليل مدة تعرّضها للحرارة، مع إزالة دهونها الظاهرة، لمنع تساقطها على الفحم وتكوين المواد الضارة منها.
نصيحة يقدم الدكتور العراقي مجموعة من النصائح والمتعلقة بالطريقة الصحية لشواء اللحم -عدم البدء في الشواء إلا بعد أن يصبح الفحم أقل اشتعالا، لتقليل تأثير شدة حرارته على اللحوم، - وضع اللحوم على مستوى مرتفع من الفحم قدْر الإمكان وتقليبها مرة كل دقيقة، لتقليل تعرضها للحرارة الشديدة، -شواء أصناف متنوعة من الخضر، مثل البصل والطماطم والفلفل الأخضر مع اللحوم، لأنه لا تتكون فيها المركبات الضارة.