لا يتوانى داعش في استخدام جميع الطرق لجذب منتمين جدد إليه، سواء بإغداق الأموال أو بالخطف والبطش وحتى «الحب» من أجل الإيقاع بالنساء وخاصة الشابات منهن في شباكه. ومضى ما يقارب العام على اختفاء أربع فتيات بريطانيات في فبراير 2015 عندما أبلغت عائلاتهن عن اختفاء بناتهن حين توجهن إلى تركيا للسياحة وفقد أثرهن بعد ذلك. لكن الحقيقة، أن الفتيات الشابات ركبن حافلة باتجاه الحدود السورية في رحلة مدتها 17 ساعة للإنضمام إلى تنظيم «داعش» ليصبحن «عرائس» لمقاتلي التنظيم. وأثار اختفاء الشابات ضجة كبيرة في بريطانيا، ومخاوف كبرى من مدى قدرة التنظيم على استقطاب واستمالة الأجانب وخاصة شابات في مثل أعمارهن للاتحاق بصفوفه. شميمة بيكوم البالغة من العمر 15 عاما وأميرة عباس 15 عاما وخديجة سلطان البالغة من العمر 16 عاما، كن من المتفوقات في الدراسة في مدرستهن في بينثيل غرين في العاصمة البريطانية، قبل أن يغرر بهن ليتخلين عن دراستهن ومستقبلهن وحتى عن أنفسهن، من أجل غاية واحدة وهي أن يحملن كنية مقاتلي أشد التنظيمات وحشية وسفكا للدماء في التاريخ. وألقت صحيفة الغارديان الضوء في تقريرها، على مصير المراهقات اللواتي اختفين منذ مدة وكتبت تحت عنوان» من زوجات إلى أرامل في الرقة». وذكرت الصحيفة في التقرير أن الشابات البريطانيات الأربع اللواتي هربن إلى سوريا، تزوجن إلا أن اثنتين منهن أصبحتا أرملتين بعد مرور بضعة أشهر على وصولهن لسوريا استنادا لأقوال عائلاتهن، حيث تزوجت أميرة من مقاتل أسترالي قتل لاحقا في إحدى المعارك، كما أضحت خديجة كبرى الفتيات أرملة بعد أن توفي زوجها أيضا. وحسب رواية الصحيفة، فإن الفتيات الثلاث اللواتي هربن من شرق لندن في 2015، أردن الالتحاق بصديقتهن التي سبقتهن إلى سوريا بشهرين»، وبعد أن لحقن بها أصبحن هن الأربع زوجات لمقاتلين في الرقة معقل التنظيم. ولفتت الصحيفة إلى أن آخر اتصال للفتيات بعائلاتهن، كان في منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي، حيث أفادت الفتيات أن التنظيم منعهن من استخدام الهواتف النقالة في مدينة الرقة. ولايزال الأمل يحذو عائلات الفتيات بعودة بناتهن إلى أحضانها ذات يوم لأنهن كن ضحايا للخداع وسرقت منهن أجمل أيام حياتهن وصرن «مستعبدات» لأناس فاقت حدود الشر لديهم منطق العقل.