شخصيات من مختلف الأطياف السياسية والثقافية و الحقوقية والدبلوماسية، ووجوه تمثل الديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية، وحشود من عموم المواطنين، وعدد من المسؤولين، كلهم اجتمعوا لتوديع المصورة الشابة ليلى العلوي في موكب جنائزي مهيب بعد عصر يوم أول أمس الأربعاء 20 يناير 2016 بمقبرة الإمام السهيلي بباب الرب بمراكش . جنازة الفقيدة التي ألمت بها اليد الغادرة للإرهاب الأعمى، شكلت لحظة استثنائية لتوجيه رسالة يوحدها الرفض والإدانة لصوت الإرهاب والتطرف، والتئاما من أجل إلقاء التحية لروح هذه الفنانة، في جو من التعاطف والتضامن. حيث عرفت مشاركة كبيرة من قبل النساء من معارف وأقرباء عائلة الراحلة، ومن مختلف الأوساط والمجالات، ممن لم يحتملن حجم هذه الجريمة التي لم يكن للفقيدة فيها أي ذنب عدا مصادفة المتربصين بالحياة والأمل في ذات المكان وذات الزمان . كان في مقدمة مشيعي ليلى العلوي، عدد من المسؤولين منهم والي مراكش ورؤساء المصالح الخارجية، وعدد من الدبلوماسيين وعلى رأسهم القنصل العام للجمهورية الفرنسية بالمغرب، وممثل الطائفة اليهودية، والمدير العام لفرع منظمة العفو الدولية بالمغرب، وناشطين حقوقيين ووجوه من عالم الفن والأدب والإعلام والسياسة. وتقاطر عدد كبير من الشخصيات على إقامة أسرة الراحلة بحي النخيل بمراكش للتعبير عن تضامنهم و تقديم واجب العزاء لذويها. وكان جثمان الراحلة التي أصيبت في الهجوم الإرهابي الذي ضرب العاصمة البوركينابية وغادوغو، قد وصل إلى مطار المنارة الدولي مساء الثلاثاء الماضي. الفوتوغرافية المراكشية ليلى العلوي المزدادة بباريس سنة 1982 من أم فرنسية و أب مغربي، فارقت الحياة يوم الاثنين إثر نوبة قلبية بالمصحة التي كانت تتلقى فيها العلاجات بعد إصاباتها بطلقات نارية من يد منفذي الهجوم الإرهابي الذي استهدف منشآت سياحية بوغادوغو ببوركينافاسو يوم الجمعة 15 يناير الجاري لتكون الضحية الثلاثين التي سقطت في هذا الاعتداء. و كانت الراحلة تنفذ مشروعا فوتوغرافيا لفائدة منظمة العفو الدولية أثناء مقامها ببوركينفاسو حيث قضت . فيما أوضحت معلومات مستقاة من مصادر قريبة من أسرتها أنها كانت تعتزم عقد قرانها في الأسبوع المقبل على شاب لبناني. وحسب المعلومات المستقاة من الوسط الفني بمراكش، فقد عُرفت الفقيدة بهدوئها وشغفها بالفيديو والتصوير الفوتوغرافي الذي تلقت فيه تكوينا عاليا بالولايات المتحدةالأمريكية، ناهيك عن ثقافتها في العلوم الإنسانية. وتشتغل في أعمالها على قضايا الهُوية والتعدد الثقافي والهجرة. وكان آخر عرض لأعمالها بمراكش، قد أقيم بمتحف الصورة في قلب المدينة العتيقة في بحر سنة 2015.