اهتز الرأي العام المكناسي على وقع انتشال جثة خمسيني من طرف شباب بعد أن قضى يوما ونصف اليوم تحت الأنقاض بالغرفة التي كان يكتريها في الطابق السفلي من المنزل الكائن بدرب لالة حنة ببني امحمد. والراحل الذي كان يدعى قيد حياته حميد كروم يبلغ من العمر 47 سنة ، وهو عازب يتيم الأبوين وسابع إخوته. وكان يتاجر في الأحذية البالية والمتلاشية وتعود فصول قصة الانتشال إلى الحريق الذي شب في البيت صباح يوم الثلاثاء الماضي وبعد إشعارهم حضر رجال الوقاية المدنية معززين بشاحنتي إطفاء بالنظر إلى ضيق الأزقة المؤدية إلى المنزل والآهلة بالسكان، حيث عمدوا إلى إخماد النيران ثم انصرفوا، فيما أصيب أحد أفراد الوقاية المدنية إصابة خفيفة على مستوى الوجه جراء النيران الملتهبة. وبعد غياب حميد عن الأنظار خصوصا بعد أن تنامى إلى علم أفراد عائلته حريق بيته، استعان أحد إخوته بشبان لإخلاء البيت من باقي محتوياته بعد عصر اليوم الموالي ( الأربعاء)، حين كانت عناصر الشرطة العلمية والتقنية متواجدة بعين المكان تقوم بعملها وتلتقط صورا. وبعد قيامهم بإخراج المتلاشيات فوجئ الشاب أمين وهو يجر سروال الضحية ثم جثة كاملة أمام اندهاش رجال الشرطة الذين ربطوا الاتصال برؤسائهم لينتشر الخبر كالنار في الهشيم، ويستنفر الحادث مختلف المصالح الأمنية والسلطة المحلية ويحضر وكيل الملك الذي أمر بفتح تحقيق في النازلة لمعرفة ملابساتها وحيثياتها لاستجلاء الحقيقة. وفي انتظار تشريح الجثة يرجح أن يكون الهالك قد فارق الحياة مختنقا بالنظر إلى عدم التهام النار لجسده. يشار أن المكترين يستعملون الشموع لإضاءة بيوتهم كون المنزل غير مرتبط بشبكة توزيع الماء والكهرباء. وحسب جارة الضحية التي تشترك معه في الطابق السفلي، فإن الرجل وعلى الرغم من إدمانه شرب الخمر فإنه كان لطيفا « وداخل سوق راسو « حسب تعبيرها، وصباح ذات اليوم حوالي الساعة السابعة تسربت رائحة الحريق، فطرقت بابه سائلة إياه إن كان بخير فأجابها بالإيجاب وطمأنها كعادته، إلى أن فوجئت فيما بعد بالدخان الكثيف يخرج من البيت. وأضافت أنه يتوفر على قنينة غاز صغيرة وأن الألطاف الإلهية حالت دون وقوع كارثة حقيقية بزنقة لالة حنة. وعاب آخرون على رجال الوقاية المدنية مغادرتهم مكان الحادث دون البحث عمن يقطنه، ومعرفة التفاصيل من عند الجيران و.. ، كما تساءلوا عن السر وراء عدم إيلاء الحادث أهمية من لدن السلطات المحلية ورجال الأمن قبل ظهور الجثة. هذا، وكانت مصالح الوقاية المدنية قد فشلت في وقت سابق ( 29 أكتوبر 2015) من استخراج جثة فتاة من صهريج السواني بذات المنطقة، حيث مكثت جثتها تحت الماء لأزيد من 24 ساعة إلى أن طفت على السطح ، وعاينها المارة الذين أخبروا المسؤولين بالحادث ليستنفر مكونات السلطات العمومية.