يستعيد معرض للصور الفوتوغرافية، افتتح أول أمس الخميس، بالمتحف اليهودي بالدار البيضاء، 150 سنة من تاريخ المدارس اليهودية بالمغرب. فمن خلال 22 لوحة عبارة عن بورتريهات وملصقات وصور بالأبيض والأسود تؤرخ لتلك المرحلة، فضلا عن وثائق تاريخية متنوعة وحصرية مؤثرة، يتمكن زوار المعرض من استرجاع المراحل المختلفة من 150 سنة على وجود هذه المدارس بالمغرب. ويستعرض هذا المعرض الأول من نوعه بالمغرب الذي تنظمه مؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي بالدار البيضاء ومؤسسة «اتحاد- أليانس» مراحل تطور شبكة المدارس اليهودية بالمغرب التي تأسست سنة 1860. وفي هذا الصدد قدم جاك طوليدانو الرئيس التنفيذي لمؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي ومتحف اليهود المغاربة، في افتتاح المعرض، لمحة عن تاريخ الرابطة اليهودية العالمية وهي عبارة عن شبكة من المدارس أحدثت سنة 1860 بباريس وافتتحت أول مدارسها بالمغرب بمدينة تطوان سنة 1862. وقال طوليدانو، إنه في الوقت الذي أغلقت فيه أغلب مدارس الرابطة بالبلدان الإسلامية في سنوات الخمسينات من القرن الماضي، ظلت مدارس الرابطة بالمغرب مفتوحة لتكرس بذلك الاستثناء المغربي. وأشار إلى أنه بعد حصول المغرب على الاستقلال، أدمجت مدارس الرابطة بالمغرب، التي أصبحت تحمل اسم «اتحاد المغرب» سنة 1961، اللغة العربية في مقرراتها ومناهجها الدراسية، مضيفا أن غالبية الجالية اليهودية المغربية باختلاف جنسياتها درست بمدارس «أليانس اتحاد» وظلت مرتبطة بمغربيتها. واعتبر طوليدانو أن شبكة «أليانس اتحاد» تشكل منذ إحداثها نموذجا «رائعا للعيش المشترك» بالمغرب الذي يمثل رافدا مثاليا للإسلام المتنور، مشيرا إلى أن النموذج المغربي يمكن أن يشكل» مصدرا لاستلهام سلام عادل ودائم ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين».