أطفال مسلمون ويهود ينشدون النشيد الوطني وطفل مسلم يقرأ خطابا بالفرنسية وآخر يهودي يقرأه بالعربية تحت عنوان عريض « التعبير عن مغربيتنا وعن هويتنا الثقافية وعن ارتباطنا ببلدنا وملكنا» تلك كانت أقوى لحظات افتتاح معرض « بلدي المغرب» المنظم من طرف مؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي وتلاميذ مدرسة «نارسيس ليفين» (اتحاد المغرب) بداية الأسبوع الماضي بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف وذلك بمتحف الثقافة اليهودية المغربية. معرض يجمع بين القصائد الشعرية واللوحات التشكيلية والتصاميم... إبداعات لتلاميذ يهود ومسلمين من مختلف الأقسام الابتدائية، أبوا إلا أن ينخرطوا في لحظات تعبير عن أسمى مشاعرهم : حب الوطن تحت تأطير وتوجيه أساتذتهم وإداريي مدرستهم. ورغم حداثة سنهم فقد استطاعوا أن يوقعوا على قصائد ولوحات وتصاميم أثارت إعجاب ودهشة الكبار. أسماء وأحداث وفضاءات شهيرة كانت حاضرة تحت اسم كبير : المغرب، بغناه الثقافي والحضاري والتاريخي والإنساني ولكن هذه المرة بعيون الأطفال ولمسة البراءة ومشاعر نابعة من حساسيات تعبيرية واعدة مختلفة لكن تجتمع تحت العنوان الرئيسي للمعرض : « بلدي المغرب » . المعرض لم يكتف بشعر ولوحات وتصاميم الصغار بل ضم أغاني ورقصات الكبار من توقيع فرقة أحواش مما أضفى على افتتاح المعرض طابعا احتفاليا . و إلى جانب طابعه الاحتفالي، فقد كان المعرض «بلدي المغرب» فرصة للقاء مجموعة من الأسماء البارزة من الطائفة اليهودية : ( سيرج برديغو ، شمعون ليفي وغيرهما من الأسماء من مختلف القطاعات ...). تجدر الإشارة إلى أن المعرض الفني الذي تم افتتاحه بداية الأسبوع الماضي، سوف تستمر فعالياته إلى العشرين من يونيو المقبل بمتحف الثقافة اليهودية بالمغرب الكائن مقره بمدينة الدارالبيضاء. وللعلم فمؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي التي تعنى بمختلف أوجه الثقافة اليهودية المغربية، تنظم على طول السنة العديد من المعارض والأنشطة الثقافية ( ندوات، عروض فنية ) وتفتح جسورا للتواصل بين العديد من الفنانين والمثقفين ذوي الأصول اليهودية سواء المقيمين بالمغرب أو من الطيور المهاجرة إلى الخارج. أما بخصوص المتحف فهو فضاء ثقافي خاص تم إنجازه من طرف الطائفة اليهودية سنة 1977 وفق معايير الأمن والسلامة والمحافظة التي تمكنه من احتضان وعرض مختلف التحف والأعمال التراثية والفنية سواء الوطنية أو الدولية . وهو يضم العديد من المرافق، منها قاعة كبرى متعددة الاختصاصات وثلاث قاعات تحتضن واجهات زجاجية خاصة بمعروضات من التراث الثقافي اليهودي وقاعتان خاصتان بأماكن العبادة اليهودية ذات الطراز المغربي بالإضافة إلى مكتبة وفيديوتيك وفوتوتيك.