p تعقد حركة الطفولة الشعبية مؤتمرها الوطني أيام 8/9/10 يناير 2016 ببوزنيقة، فما هي ظروف انعقاد هذا المؤتمر؟ n أولا أشكركم على اهتمامكم بهيئتنا، وأغتنم الفرصة لتهنئتكم بالسنة الميلادية الجديدة وبدعوتكم لحضور مؤتمرنا وتغطية أشغاله، وكذلك حضور الحفل الساهر الذي ننظمه بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس حركة الطفولة الشعبية بمسرح محمد الخامس يوم الجمعة 08 يناير الجاري في الساعة التاسعة ليلا. أما بخصوص ظروف انعقاد المؤتمر الوطني التنظيمي 22، فهي ظروف عادية بالنسبة لنا حيث أن التحضيرات انطلقت منذ سنة وتوجت بنقاشات هامة ومتطورة من حيث النظر للمستقبل، وسيكون لها وقع إيجابي على مستقبل الحركة من حيث التنظيم وتعديل القوانين وتغيير النخب والأجيال، كما أنكم تعلمون أننا منذ سنوات قمنا بتعديلات متطورة همت القانون الأساسي حيث أصبحت اختصاصات التسيير والتدبير بيد الكاتب العام وأصبح تنظيم المؤتمر الفكري كل أربع سنوات محطة لمدارسة القضايا الفكرية التي تهم حركتنا التربوية في شموليتها وفي علاقتها بالمجتمع المغربي وتحولاته، والمؤتمر التنظيمي كل أربع سنوات لتجديد الأجهزة الوطنية، والمؤتمر الاستثنائي كلما دعت الضرورة وبطلب من المجلس الفيدرالي. كما اننا نعمل على الانتقال بحركتنا من حركة تربوية مركزية إلى حركة تربوية فيدرالية تعتمد على الجهات في تدبير شؤون الفروع. p كيف سيكون هذا الانتقال إلى النظام الفيدرالي؟ n لقد كانت المحطة التنظيمية المتمثلة في المؤتمرين الاستثنائي والتنظيمي الأخيرين، فرصة أجابت عن مطلبنا في صياغة شكل تنظيمي يأخذ بعين الاعتبار مختلف تراكمات السنوات الماضية من عمر الحركة بسلبياتها وإيجابياتها، نحتفل اليوم بمرور ستين سنة على ميلاده، ونعمل على ضخها في السنوات المقبلة، ليكون الفعل التربوي أكثر نجاعة اعتمادا على هندسة هيكلية جديدة تفتح المجال واسعا للديمقراطية التشاركية في المهام والمسؤوليات، وتبدع آليات سوسيوتنظيمية تأخذ بعين الاعتبار التحولات المجتمعية الأخيرة، وتطور الوسائط التربوبة المستعملة في التنشيط التربوي والترفيهي، وحاجيات العنصر البشري، وأساسا الأطفال والشباب، العمود الفقري لمجتمعنا والرأسمال البشري الذي يجب الاستثمار فيه بالنسبة للمستقبل. لذلك فإن حركة الطفولة الشعبية التي أسست منذ حوالي ستين سنة، دخلت في تجريب التنظيم الجهوي منذ حوالي 20 سنة، أي حتى قبل انخراط المجتمع المغربي في مشروع الجهوية، وعملت على الانتقال إلى تنظيم داعم لذاته بدينامية جديدة منفتحة على كل الفعاليات ومستقطبة لكل الكفاءات ومشعة في كل الفضاءات ومحركة لإبداع شبابي وجماهيري خدمة للطفولة والشباب، بناء صلب متكافئ ومتوازن هو ما جربناه خلال السنوات الأربع الماضية وسميناه النظام الفيدرالي. p أنتم جمعية تربوية تأسست منذ 60 سنة وأخرجت العديد من الأطر الوطنية المقتدرة وكانت فضاء للتعدد والاختلاف، فكيف استطعتم الحفاظ على هذه الجمعية في ظل الظروف السياسية التي عرفها ولا يزال يعرفها المجتمع المغربي؟ n إن تأسيس حركة الطفولة الشعبية على يد الرواد وعلى رأسهم الشهيد المهدي بنبركة، لم يكن عبثا أو ترفا فكريا، بل كان نتيجة تفكير عميق في مشروع بناء المجتمع المغربي الجديد، وقد لا حظ المهدي بنبركة قلة من الشباب على رأسهم المرحوم الطيبي بنعمر فأسند له تأسيس حركة تربية تهتم بالأطفال بالدرجة الأولى وبتأطير الشباب خدمة لمختلف البرامج والأنشطة التي يمكن للجمعية القيام بها وتنظيمها بالأحياء الشعبية. وقد كان القانون الأساسي المنظم لعمل الحركة واضحا في أهدافه ومبادئه محافظا على الاستقلالية المالية والسياسية، لذلك نعتبر أنه مازالت راهنية المهام والأهداف السامية التي وجدنا وتأسسنا من أجلها قائمة وملحة، لأن التربية الشعبية رؤيا إنسانية لتيار مجتمعي يناضل لدمقرطة ونشر المعرفة بمختلف أشكالها من أجل تفتح الإنسان وانعتاقه وتحرره، وحيث أنها مقاربة جماعية لارتقاء المواطن بمكانته ودوره وبقدراته ومسؤوليته ومستقبله في المجتمع. إننا تسلمنا المشعل من يد الرواد منهم من قضى نحبه رحمة الله عليهم، ومنهم من لا يزال على قيد الحياة أطال الله في عمرهم، وسنعمل على تسليم هذه الهيئة إلى أياد نزيهة ومتخلقة وقادرة على المضي على نفس النهج والطريق ومؤمنة باستقلالية الحركة عالية ووهاجة في سماء المجتمع المغربي. p ما هو تصوركم لنتائج المؤتمر؟ n منذ ستين سنة والأجيال المتعاقبة التي آمنت بأهداف حركة الطفولة الشعبية العتيدة، تؤكد مصداقيتها وتثبتها على أرض الواقع، وتطورها في ذات الوقت عبر الممارسات والتراكمات، وعند كل المحطات التي عاشتها حركتنا أكد أطرها على أهمية إعمال الفكر التربوي المنفتح على قابلية التطور والاندماج في المتغيرات المجتمعية، وإرساء دعائم دور تربوي فاعل مكمل لدور المدرسة والأسرة. وهذا هو طموح حركتنا في مدرسة للتربية والتطور في مجتمع جديد، ونحن كقوة اقتراحية وبديل تقدمي وفعل يومي مواكب لتربية وتنشئة الأجيال، أي كحركة تربوية، كمدرسة وتيار تربوي متجدد مشع لقيم ومثل وطنية تحررية في مجتمع جديد منفتح على آفاق التحرر والتطور، وكمناضلين للتربية الشعبية، نرى أن السمو بقضايا الطفولة ورفعة أبنائنا والذي ظل هاجسا وهدفا وتحديا في الطريق الطويلة لأبناء الحركة منذ 60 سنة وفي كل ربوع بلادنا، وفي كل الواجهات والمعارك، وفي كل محاور التربية المغربية الواقعية والحديثة، نرى أن تحقيق رفعة أطفالنا هو أملنا وهو مستقبلنا وهو مبررنا في العمل ومبرر وجودنا وقيمته، وهذا نتيجة للتراكم الإيجابي لشعارات مؤتمراتنا السابقة والتي تشكل نبراس عملنا وماهيته. فالنجاح كل النجاح لهذه المحطة التنظيمية الهامة التي ستنعقد تحت شعار رفعة طفولتنا، أمل مستمر. الكاتب العام لحركة الطفولة الشعبية والرئيس السابق لاتحاد المنظمات التربوية المغربية وأحد مؤسسي الفيدرالية الدولية لتبادل الأطفال والمراهقين بباريس