نشطت الحركات الاحتجاجية خلال الأيام الأخيرة على الموقع الاجتماعي «الفايسبوك» مستمدة ركائز مطالبها مما حققه الشارع التونسي من مكتسبات أدت إلى مغادرة بن علي للحكم وللبلاد ككل، وانطلاقا كذلك مما يحققه الشارع المصري في المطالبة بأن تهب نفس رياح التغيير على أّرض الفراعنة، وهي الدعوات التي اتخذت تارة تعابير وجمل وقصائد شعرية للتعبير عن السخط والحنق، وتارة عبر استعمال الرسومات الكاريكاتورية، التي يخاطب فيها بن علي مبارك ويدعوه للالتحاق به ومؤانسته في وحدته، في حين نكّت آخرون بالقول، أن الرئيس المصري يغني للشعب المصري أغنية « أخاصمك آه .. أسيبك لا»، وذهب آخرون إلى القول بأن الرئيس مبارك قرر إضرام النار في جسده أمام مجلس الأمة للمطالبة بتغيير الشعب. نشطاء «الفايسبوك» في سوريا والجزائر بدورهم انضموا إلى ركب المطالبة بالتغيير وأحدث سوريون صفحة على الموقع الاجتماعي تحمل إسم «يوم الغضب السوري» وصل عدد أعضائه إلى غاية صباح أول أمس الإثنين إلى حوالي 2700 عضو، يطالبون بتنظيم تجمع غاضب أمام مجلس الشعب يوم السبت 5 فبراير. وهو المعطى الذي فرض على السلطات السورية، وفق تصريحات «فايسبوكية» منع البرامج التي تسمح بالدخول على خاصية الدردشة عبر الموقع من خلال الهواتف المحمولة مُشددة بذلك قيوداً فُرضت من قبل على الإنترنت في غمرة أحداث تونس. صفحة «يوم الغضب السوري» انضافت إليها صفحات أخرى حملت نفس المطالب وبدورها دعت إلى وقفات احتجاجية في أشهر ساحة في حلب (شمال) في اليوم ذاته، ابتداء من الساعة السادسة مساء، ولمدة ساعة واحدة .وبموازاة مع ذلك روجت صفحة «أنا سوري أنا تونسي» على الفايسبوك التي تضم 835 عضوا، في الأيام الأخيرة دعوات لتغيير صورة الصفحة الشخصية للمستخدمين السوريين إلى صورة العلم التونسي، كتعبير عن «التضامن مع انتفاضة تونس» من قبل شباب سوريين «يحلمون ويعملون على حذو المثال التونسي في معالجة أوضاعهم التي لا تقل سوءا»، بحسب القائمين على الصفحة. وفي السياق ذاته ارتفعت أصوات الاحتجاج بالجزائر وأحدثت صفحات عدة تدعو إلى التظاهر يوم السبت 12 فبراير وأخرى يوم 25، وهي صفحات بأجمعها وإن تعددت التواريخ التي تدعو روادها إليها للتظاهر، إلا أنها تجمع على الغاية الواحدة وهي الإطاحة ببوتفليقة. وغصت صفحات «فايسبوك» مؤخرا بكثير من التعليقات التي تناولت لحظة بلحظة تطورات الأوضاع في تونس ومصر، مبرزة نوعاً من «التحية» و»المباركة» من قبل رواد هذه الصفحات .