احتفت المهرجان الدولي لفيلم الطالب أول أمس بالعاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء بالفنان المغربي محمد خيي والممثل المصري أحمد شاكر في دورة ثامنة اختارت لنفسها اسم "دورة الفنان محمد البسطاوي" تخليدا لذكرى فنان مسرحي، سنمائي وتلفزيوني طبع مسير الإبداع المغربية ولفعالياتها شعار "سينما الغد" يشارك فيها طلبة وطالبات من إسبانيا وبلجيكا وألمانيا وفرنسا بالإضافة إلى المغرب. وتميزت الجلسة الافتتاحية للدورة الثامنة للمهرجان الدولي لفيلم الطالب، الذي تنظمه جمعية (فنون ومهن)، بكلمة للصحفي والكاتب عبد الحميد جماهري الذي احتفى بالكلمة الرقيقة والرفيعة في حق مبدع كبير مثل الفنان محمد خيي الذي عرفه المغرب الفني والثقافي بشاعريته القصوى في الأداء ووافر فنيته في الحياة" على حد تعبير الشاعر عبد الحميد جماهري. وقال عبد الحميد جماهري إن الممثل محمد خيي، الذي شارك الفقيد محمد البسطاوي في عدد من الانتاجات الفنية، صديق "يعمل بجهد كثيف ليصير نجما".. ومبدع "يجتهد كثيرا ليصبح كوكبة ويبدع ويقنع الملايين بموهبته.. ويجتهد ويعرق كثيرا ليصبح كوكبة ويبدع ويقنع الملايين بموهبته ". وبنبرة شاعرية وبلغة مرهبة لمبدع خبر فنانا موهوبا استطاع أن يجد لنفسه مكانا في قلوب الجماهير، قال عبد الحميد جماهري إن الممثل محمد خيي "تجول بقدرة الضوء في كواكب متعددة مسرح، سينما، تلفزيون وأنه راكم الأسماء الموشومة في أشرطة الزمن والصورة"، ولم يتردد الصحفي والكاتب وعبد الحميد جماهري في التأكيد على أن الفنان محمد خيي مبدع "يستطيع أن يروض نجوميته ببساطته وبقدرته الهائلة على إسعاد الناس" وقال الشاعر عبد الحميد جماهري "ولكم أقول: صديقي لا تحتاج سيناريو مسبق لكي يسعد من يصادفه أو يصادقه. طبعا لست الوحيد الذي يعيش من ريع نجوميته، فأنتم كثر.. لكنني أدعي أنني أنوب عنكم في هذا الحب هذا المساء. صديقي، أنيق مع الوردة، حتى أنه يكملها بالعطر وصديقي رهيف مع الحدائق حتى أنه يوبخها بالوردة". ويرى الصحفي والكاتب عبد الحميد جماهري في ان الفنان والممثل محمد خيي، الذي أقام قرابة مع جيلين على الأقل من عشاق المسرح والسينما والتلفزيون، "يظل، مع ذلك، بريئا من الأضواء لم تسكنه النجومية كما سكنته أدواره. يعيش بسيطا في العلاقة مع المحيط، كما أنه يعتذر على ما بلغه كهرم حقيقي.. ولهذا لا تدخل الأضواء، يقول الشاعر عبد الحميد جماهري، إلى مزاجه الإنساني، وبذلك فهو شحنة "كهرو- ربانية" حقا، في عالم الفن المتلاطم". وستشكل فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان الدولي لفيلم الطالب، التي افتتحت مساء الثلاثاء بالدارالبيضاء لتتحول الى موعد للتعريف بإبداعات الشباب في قطاع السينما وفضاء لتقاسم الأفكار والتجارب في المجال السمعي البصري، وأفقا مفتوحا على التجديد والإبداع لدى الطلبة، مناسبة لتكريم الفنانة المقتدرة عائشة ماهماه فضلا عن الفنان اللبناني خليل سمايرة. وتشكل هذه الدورة التي تنظم ،. ويتوخى هذا المهرجان الذي تنظمه جمعية (فنون ومهن) تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس بشراكة مع لجنة دعم المهرجانات والتظاهرات السينمائية، وبتعاون مع معهد سيرفانتيس والمعهد الفرنسي وسينما "أى بي سي"، والمدرسة العليا للفنون الجميلة، الاستجابة لطموح الانفتاح على مختلف التجارب السينمائية على الصعيدين الوطني والدولي، خاصة في مجال الفيلم الوثائقي والخيال العلمي والتنشيط والفيديو كليب والأفلام التجريبية. وفي هذ الصدد، أوضحت وفاء البورقادي رئيسة جمعية "فنون ومهن" ورئيسة المهرجان، أن المهرجان الدولي لفيلم الطالب، الذي تميز افتتاحه بكلمة للمخرج المغربي محمد مفتكر الذي استحضر مشاركة الراحل محمد البسطاوي في شريطه السينمائي "جوق العميين" ومعها استحضر ما قاله المبدع بنعيسى الجيراري حين وصف الراحا انه يذهب بالتشخيص والتمثيل من المحلي الى العالمية، يعتبر فرصة لإبراز القدرة الإبداعية لدى الطلبة، ودورهم في تنمية التبادل الفني والثقافي عبر الإنتاجات الفيلمية. وأبرزت البورقادي أن المهرجان الذي يشكل فضاء "رفيعا للثقافة والفن والفرجة"، يساهم في إشعاع الشباب المبدع في مجال السينما ويشجع انفتاحهم على الثقافات الأخرى. من جهته شدد حسن نرايس ناقد سينمائي والمدير الفني لهذه التظاهرة، على العمق الدولي الذي أصبح المهرجان الدولي لفيلم الطالب يضطلع به. وقال حسن نرايس نجح، بتميزه وخصوصيته وبعلاقته بالتكوين وبسينما المستقبل، مشيرا الى أنه أصبح واحدا من أهم المهرجانات الدولية مؤكدا على أنه سيظل مشروعا متواصلا وسيتستمر ليكسب رهان الانفتاح والتعايش والتسامح. وأضاف نرايس أن هذا المهرجان الذي يتميز ببرنامج حافل بالإبداع والتنوع والاختلاف والتعددية، يمنح الطلبة المبدعين فرصة للتعبير عن كفاءتهم وطاقاتهم في مجال الفن والإبداع، فضلا عن تقديمه لأفلام برؤى مختلفة وأساليب ناضجة وبتعابير تعد بمستقبل فني واعد لأصحابها. ويتضمن برنامج هذه الدورة التي تحمل اسم الفنان محمد بسطاوي، تكريم الفنان المصري أحمد شاكر والفنانين المغاربة محمد خيي وعائشة ماه ماه، بالإضافة إلى درس سينمائي "ماستر كلاس" حول تقنيات إنجاز فيلم التنشيط، وجلسات نقاش حول "السينما والموسيقى" و "كتابة السيناريو في الفيلم القصير" . وتتنافس أفلام من المغرب وتونس ومصر ولبنان وبلجيكا وإسبانيا وألمانيا وفرنسا على جوائز" أفلام الخيال" و"الأفلام التعبيرية "و "الأفلام الوثائقية والتعبيرية" و "أفلام التنشيط".