بقلوب دامية خاشعة راضية بقضاء الله وقدره، ينعي المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الإعلامي الكبير والمناضل الاتحادي الفذ الفقيد عبد الله بوهلال، الذي شيعت جنازته أمس بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء. وبفقدان السي عبد الله يفقد الاتحاد ، حزبا وإعلاما، علَما من أعلامه ومناضلا خبر كل محطات النضال من أجل مغرب تعددي تقدمي وديموقراطي كما خبر كل المحن والمعتقلات السرية منها والعلنية. والفقيد ، الذي استجاب لنداء الوطنيةه، هو أحد أبناء مدارسها، إذ درس في المدارس الحرة التي أنشأها الوطنيون (مدرسة الأزهر ومعهد »الخطابي.)« وشملته كل حملات التنكيل والاعتقال التي عرفتها سنوات الجمر والرصاص في بلادنا، حيث أعتقل في يوليوز 1963 ثم ألقي عليه القبض وعمره 24 سنة. وحكم عليه بثلاث سنوات دون احتساب الأيام التي قضاها عند الشرطة. في سنة 1965 ، نقل إلى المستشفى ليخضع للعلاج، وهناك علم باختطاف المهدي بنبركة. خرج بوهلال من السجن مباشرة بعد حرب يوليوز 1967.استأنف نشاطه الحزبي كموظف في مقر الحزب، ومن بعدُ اقترحه عبد الرحيم بوعبيد للعمل في أسبوعية »فلسطين إلى جانب الشهيد عمر والوديع الأسفي«. . ومن جديد، طاله الاعتقال في أبريل 1973 .واقتيد إلى درب مولاي الشريف، وبقي هناك لعدة شهور بين المعتقلين السياسيين يتضورون من آلام التعذيب. وبعد 10 أشهر من العذاب، أي في شهر يناير 1974 بدأ الاستنطاق معه . وظل رهن الاعتقال إلى أن تمت تبرئته من طرف المحكمة العسكرية بالقنيطرة سنة 1974 ولم تفت من صموده تلك السنوات الحالكة. وساهم في إصدار المحرر». شغل مهمة سكرتير التحرير بجريدة (المحرر) بعد خروجه من السجن في أبريل، وبعد منع المحرر وإصدار جريدة »الاتحاد الاشتراكي،أصبح رئيس تحريرها إلى أن تقاعد رحمه لله . وبهذه المناسبة الأليمة، يتقدم المكتب السياسي أصالة عن نفسه، ونيابة عن كافة الاتحاديات والاتحاديين، بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى أسرته الصغيرة، زوجته وابنته وابنه وإلى كافة المناضلين في ربوع البلاد. راجيا من العلي القدير أن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. إنا لله وإنا إليه راجعون..