بألم بالغ وأسى عميق، وبقلوب خاشعة مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقى أعضاء المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، نبأ رحيل أخينا الدكتور الشامي، بعد حياة مليئة بالنضال، جسد خلالها كل قيم الاتحاد الأصيلة من الوفاء والتضحية ونكران الذات والانشغال الدائم بقضايا الوطن والمواطنين، زاهدا متزهدا، شامخا ورعا، متعففا نقيا طاهرا، منذ أن انتفض مع ثلة من المناضلين الأوفياء لحركة التحرير الشعبية، لتأسيس الحركة الاتحادية وأفق النضال الوطني الاشتراكي، حيث كان ، رحمه الله، من الرعيل الأول من المؤسسين للاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وداوم نضاله في سنوات الرصاص وفي كل الظروف المناهضة للديمقراطية والتحرر. وقد كان الدكتور الشامي من نخبة المغرب التي اختارت الانحياز إلى صف الديمقراطية والتقدم، بلا تردد وبلا وجل، لبناء المغرب الديمقراطي الحديث. وساهم من موقعه كمسؤول إقليمي للاتحاد الوطني، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في تكريس قيم النضال من أجل السيادة الشعبية وسيادة قيم التحرر والديمقراطية. وكان من بين أول المناضلين الذين خاضوا تحت راية الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، معركة التصويت الشعبي، إلى جانب مناضلين رواد في معركة الديمقراطية وسيادة الاقتراع الشعبي من أمثال السي محمد اليازغي ومحمد بن سعيد. كما كان الشهيد المهدي بن بركة يختار بيته كلما حل بفاس للإقامة الأخوية، نظرا لما كان يعرفه فيه من خصال نضالية نادرة وإيمان بقيم الاتحاد. رحم الله الفقيد العزيز وجازاه الله خيرا عن أبناء شعبه وحزبه لما قدمه من جليل الأعمال ووافر التضحية لكي يستمر المغرب في طريقه نحو التقدم والحداثة. والاتحاد الاشتراكي، إذ ينعي الفقيد العزيز، يتقدم، باسم كل المناضلات والمناضلين الاتحاديين، في كل القطاعات والمهن والنقابات والجمعيات، وباسم كل أجهزة الحزب الوطنية والإقليمية والجهوية والمحلية، بأحر التعازي وأصدق المواساة لكافة أفراد عائلته عموما وإلى ابنيه أحمد رضا الشامي، وزير التجارة والصناعة والتكنولوجيات الحديثة، وزهير، وشقيقتهما مريم، وإلى زوجته الفاضلة الشريفة الصقلي، راجيا من العلي القدير أن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يسكن الفقيد فسيح جناته. وإنا لله وإنا إليه راجعون.