اختتمت، مساء يوم الثلاثاء بوجدة، أشغال ندوة دولية، شارك فيها خبراء مغاربة ودوليون، قاربت سبل تثمين وتسويق الصناعات الثقافية والإبداعية بالجهة الشرقية. وقد صرح محمد مهيدية، والي الجهة الشرقية في اختتام هذه الندوة، أن هذه التظاهرة ستعطي، بالتأكيد، دفعة جديدة لتقييم الصناعات الإبداعية والثقافية بالجهة الشرقية، وستمكن الجهة من التوفر على رؤية جديدة للسياسة العمومية في هذا القطاع. واعتبر الوالي أن إنجاز تشخيص لمنتوجات الصناعات الثقافية والإبداعية بالجهة وتثمينها يندرج في سياق السعي إلى تمكين المقاولين، لا سيما الشباب، من الاستثمار في هذا المجال وإحداث أنشطة مدرة للدخل ومحدثة لمناصب الشغل. وقال إن الصناعات الإبداعية والثقافية باتت تشكل جزءا من هوية هذه الجهة، وتيسر عملية تقاسم واستهلاك المنتوجات الثقافية، مبرزا مؤهلات الجهة الشرقية في هذا المجال، والمتمثلة في رأسمالها البشري وتراثها التاريخي والأثري ومنشآتها الثقافية والفنية. ولأجل الاستغلال الأمثل للإمكانيات المتاحة من قبل الصناعات الإبداعية والثقافية واستثمارها كدعائم للتنمية المحلية، اعتبر مهيدية أنه من الضروري بلورة استراتيجية لتنمية القطاع استنادا إلى الفاعلين المحليين وإعداد مخطط ملائم للتسويق الثقافي. من جانبه، قال عمر عبو، المدير الجهوي لوزارة الثقافة بالجهة الشرقية، إن هذه الندوة شكلت مناسبة للوقوف على واقع الصناعة الثقافية والإبداعية في الجهة الشرقية والاطلاع على تجارب وطنية ودولية في هذا المجال. وأضاف أن تثمين التراث اللامادي بالجهة يمكن أن يخلق الثروة وفرص الشغل، مشيرا إلى أن هذا اللقاء كشف مؤهلات الجهة الشرقية من حيث تنظيم التظاهرات الثقافية في مهرجانات الموسيقى والمسرح والسينما والكتاب. وألح على ضرورة تثمين الصناعات الثقافية والإبداعية بالجهة عن طريق الدعم المؤسساتي والتكوين والمساعدة على ترويج المنتوجات الثقافية والإبداعية. ولم يفت مدير وكالة تنمية عمالة وأقاليم الجهة الشرقية محمد لمباركي التذكير بأن اللقاء يندرج في إطار المحور الاستراتيجي لتنمية الجهة، لا سيما إحداث فرص الشغل لفائدة الشباب عبر توظيف موارد التراث اللامادي. وأتاحت هذه التظاهرة الدولية لخبراء ومهنيين من إنجلترا وفرنسا وهولندا والبرتغال وإسبانيا والمغرب الفرصة لإغناء التفكير وكذا بلورة استراتيجية لتنمية الصناعات الإبداعية والثقافية في الجهة الشرقية، واقتراح مقاربات يمكن تطبيقها على مجالات أخرى. وتمحورت مداخلات المشاركين حول مواضيع تتعلق أساسا بالتراث والثقافة والموسيقى والسينما وفن الطبخ والسياحة والصناعة التقليدية والمقاولة والمجال الرقمي. ونظمت هذه الندوة من طرف كل من مركز الموارد والخدمات لوكالة الجهة الشرقية، وجامعة محمد الأول، ومجلس الجهة الشرقية، وأوروميد استثمار، و»أرضية التعاون من أجل التنمية الاقتصادية في حوض البحر الأبيض المتوسط» (أنيما)، بشراكة مع ولاية الجهة، والمركز الجهوي للاستثمار، والوكالة الجهوية للتعاون والتنمية، والمديرية الجهوية للثقافة، والمديرية الجهوية للسياحة.