يعاني أكثر من 60 ألف نسمة من سكان تامنصورت معاناة بلا حدود نتيجة عدم تحقيق العديد من التجهيزات والمرافق العمومية على أرض الواقع المقرر انجاز مشاريعها بهذه المدينة منذ تاريخ إحداثها سنة 2004 بضواحي مراكش ، حيث لا تتعدى نسبة إنجازات هذه المشاريع سوى 9% في المتوسط ، وفق ما تثبته وثائق رسمية صادرة عن جهات مسؤولة ، إذ تم إنجاز 19 مرفقا عموميا من أصل 205 مبرمجة بأحياء الأشطر الثمانية بتامنصورت ، ضمنها 03 مساجد ، حمامان ، 07 مؤسسات تعليمية ، ملعب لكرة القدم المصغرة ، مركز صحي ، مركز لرجال المطافئ ، مركز تجاري ومركز للصناعة التقليدية ( مغلقا الأبواب ) ، حديقة عمومية ، مقر للسلطة المحلية ، هذه المرافق التسعة عشر أنجزت مشاريعها مابين سنتي 2004 و 2012 ، حيث توقفت فجأة عجلة التنمية والنماء بهذا المكان من جهة مراكش أسفي . وبعدما استبشر السكان خيرا حين أكد لهم وزير السكنى وسياسة المدينة ورئيس المجلس الإداري لمجموعة العمران يوم الجمعة 09 ماي 2014 خلال زيارة قاما بها لهذه المدينة، بأن تامنصورت ستعرف ما بين 2014 و 2018 إقلاعا لمدينة جديدة بغلاف مالي يناهز 1,3 مليار درهم ، حيث سيتم إنجاز مشاريع كبرى مهيكلة ومواكبة لدينامية مدينة جديدة على غرار مثيلاتها في سائر بقع العالم ، مؤكدين أنه بعد عشر سنوات من إعطاء انطلاقة البناء والتشييد بتامنصورت من طرف جلالة الملك سيشرع في بناء قطب جامعي على مساحة تبلغ 165 هكتارا ، يعد توسعة وامتدادا لجامعة القاضي عياض بمراكش بكلفة مبلغها مليار و 100 مليون درهم ، حيث من المرتقب أن يوفر 10 آلاف مقعد كل سنة ، موزعة على ثلاث كليات وأربع مدارس للمهندسين تلبي الطلبات السوسيو اقتصادية للمنطقة ، ومركز استشفائي وحي جامعي وعدد من مختلف مرافق القرب والنقل السريع بين مراكش وتامنصورت ، كل هذا قصد جعل هذه المدينة قطبا حضريا بعد أن تبعث الروح في تامنصورت التي لا يمكنها أن تعيش إلا بعد مرور 15 إلى 20 سنة ، على حد قول وزير السكنى وسياسة المدينة ، بعد كل هذا خابت أخيرا آمال المواطنين، حسب ما صرح به العديدون إلى الجريدة، في الوقت الذي لم تر أعين أحدهم بداية أشغال إنجاز هذه المشاريع . لتبقى كل هذه الوعود ، على حد قولهم، كغيرها تدخل في إطار وعود عرقوبية ليس إلا ، ليظل سكان تامنصورت يكابدون الأمرين جراء افتقار مدينتهم إلى أهم المرافق العمومية الأساسية والضرورية للحياة الكريمة التي هي حق لكل مواطن أينما حل أو ارتحل بسائر تراب المغرب ، مما جعلها غير قادرة على أن تواكب نموها الديموغرافي وأن تكون مؤهلة في السنوات القليلة القادمة إلى إسكان 300 ألف نسمة ، كما خططت لذلك الجهات المسؤولة عن مشروع إحداث تامنصورت ، حيث تنعدم فيها ، حسب حاجيات السكان، المستشفيات ، والمساجد والحمامات ، و دوائر الشرطة ، والملاعب الرياضية ، والمسارح ، والمؤسسات التعليمية ، ودور الثقافة ودور نسوية ودور الشباب ، ومكاتب بريد المغرب واتصالات المغرب والكهرباء ، وأسواق للتبضع ومقبرة ...، اللهم أن هناك مجزرة للذبائح التي ليس لها من هذا المرفق إلا الاسم ، حيطانها وقد بنيت بالطوب الأسود بدأت تتهدم ، تجهيزاتها كلها تلاشت ،الصدأ يعلو أعمدتها الحديدية ، انعدام الصيانة والنظافة الكافية وقلة الماء جعل الروائح النتنة تنبعث منها ، ناهيك عن عدم تعيين طبيب بيطري يقوم بمراقبة جودة ذبائح هذه المجزرة ، مما جعل ظاهرة الذبيحة السرية تتفشى بشكل كبير ... . وضع متأزم فرض على ذوي الدخل المتوسط والضعيف من الموظفين والأجراء أن يصمدوا في وجه ما تعيشه هذه المدينة من اختلالات في جميع المجالات دون استثناء ، لكن مقاومة الكثير منهم لم تدم طويلا ليعودوا للسكن ثانية من حيث أتوا ، مما جعل المجزئين العقاريين يشعرون بخطورة الموقف ، وبما أنذرهم بفشل مغامرتهم الاستثمارية في مشروع إحداث مدينة تامنصورت ، حيث بادروا مؤخرا بمطالبة الجهات المسؤولة عن المعمار بولاية جهة مراكش أسفي، بأن ترخص لهم بتعديل العديد من تصاميم مشروعاتهم ، وهكذا قاموا بتغيير تصاميم العمارات والفيلات بتصاميم أسس منازل السكن الفردي ، حيث عجل أغلبهم ، حماية لأموالهم ، ببيعها والقيام على الفور بهجرة مدينة تامنصورت !