نظم سكان تامنصورت وقفة احتجاجية أمام مقر مؤسسة فرع العمران تامنصورت يوم الثلاثاء 12 فبراير 2013 ، رافعين أعلاما وطنية ولافتات ، حيث تعالت أصوات حناجرهم بشعارات منددة بالوضع المؤلم الذي أصبحت ساكنة هذه المدينة « الكوكبية » تكابد الأمرين من ويلاته، معتبرين فرع مؤسسة العمران بتامنصورت له الدور الأكبر فيما آل إليه الوضع بهذه المدينة ، إذ أن المرء أينما رحل أو ارتحل متنقلا بين أحياء تامنصورت تشمئز عيناه من منظر أكوام من الأزبال المنتشرة بجميع الأزقة والشوارع نتيجة تنازل العمران عن التزاماتها تجاه زبنائها مقتني المساكن من مؤسستها التي أقدمت يوم الثلاثاء 01 يناير 2013 على فسخ عقدة مع إحدى شركات جمع النفايات والأزبال بهذا المكان من جهة مراكش تانسيفت الحوز، حسب ما أفادت به مصادر جريدة الاتحاد الاشتراكي بتامنصورت ، مشهد صادفت أعيننا منظره المشمئز وقد أزكمت روائح أزباله أنوفنا أثناء زيارتنا لعين المكان ، ناهيك عما سمعت آذاننا من هذه الساكنة المتضررة من جراء انعدام المرافق العمومية بهذه المدينة المريفة التي تفوق ساكنتها 55 ألف نسمة بدون مستشفى ولا دائرة أمن أو مخفر شرطة ولا ملاعب رياضية ولا مراكز تجارية ولا مكاتب للبريد ولا دور للثقافة أو دور نسوية ...، حيث تنعدم مختلف المرافق العمومية الأساسية ما يجبر الساكنة على التنقل ذهابا وجيئة مسافة 15 كيلومترا بين تامنصورت ومراكش يوميا قصد قضاء حاجاتهم المستعجلة وغير المستعجلة . ومما زاد الطين بلة وطفح كيل معاناة أغلب الساكنة هو إخلال المجزئين العقاريين الخواص أيضا بمضامين اتفاقيات شركاتهم مع مؤسسة العمران بتامنصورت بما التزموا به في دفاتر التحملات دون حسيب ولا رقيب ، حيث اكتشف مقتنو شقق العمارات فداحة الغش في استعمال كمية مادة الاسمنت أثناء أشغال بنائها زيادة على أن الفاصل بين الشقتين المجاورتين جدار واحد بدل جدارين، إضافة إلى ضعف تجهيزاتها جملة وتفصيلا ، وهذا ما أكده لجريدة الاتحاد الاشتراكي على سبيل المثال لا الحصر سكان شقق عمارات « مجموعة سكنية » الذين أضافوا أن المجزئ العقاري حرمهم من استعمال أربعة مواقف للسيارات التي توجد تحت الطبقة الأرضية لعماراتهم حيث جعل لها أبوابا من حديد وأحكم إقفالها مانعا الساكنة وسياراتهم من أن تركن في أحد مواقفها بعدما حفز مقتني شقق هذه العمارات عند شرائها بأن هذه المواقف هي لسياراتهم بالمجان . ولم يتوقف الوضع عند هذا الحد بل رأينا ونحن ننتقل داخل الأزقة والشوارع المتواجدة بين هذه العمارات، حبالا غليظة للكهرباء متدلية من أعمدة الإنارة العمومية ممتدة على سطح الأرض لإيصال الكهرباء إلى أعمدة أخرى بعيدة بين العمارات ما يشكل خطرا كبيرا يتهدد أرواح السكان في كل وقت وحين، خاصة عندما تمطر ولا من يتدخل من مسؤولي التعمير بولاية مراكش لوضع حد لمثل هذه التجاوزات ضمانا لحياة كريمة لهؤلاء المواطنين الذين تزامنت وقفتهم الاحتجاجية هذه مع عقد لقاء جمع بين السلطة المحلية في شخص والي جهة مراكش تانسيفت الحوز وممثلين عن الاتحاد الأروبي ورئيس الإدارة الجماعية لمجموعة تهيئة العمران ومدير فرع المؤسسة بتامنصورت، وذلك لوضع الترتيبات النهائية لمشروع النجاعة الطاقية بالسكن الاجتماعي الذي أعطي له اسم « جاكراندا» ، ويتكون من 264 وحدة سكنية اجتماعية من شأنها ، حسب تصميمات المشروع ، أن توفر ظروفا سكنية بمستويات عالية من حيث التدفئة والتبريد بوسائل طبيعية ومواصفات النجاعة الطاقية ، وتمكن الساكنة من اقتصاد الطاقة الكهربائية بنسبة % 23 ومواجهة الظروف المناخية القارية التي تعرفها جهة مراكش ، هذا المشروع الذي يدخل ضمن خمسة مشاريع وطنية بكل من الحاجب والشرافات وأكادير والناظور التي حظيت هي الأخرى بدعم من الاتحاد الأوربي عبر وكالة تنمية الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية ، وقد كان هذا اللقاء مناسبة لسكان تامنصورت لإسماع أصواتهم إلى المسؤولين عن التعمير بجهة مراكش تانسيفت الحوز، آملين أن يجدوا الآذان الصاغية حتى يمكنهم أن ينعموا بعيش كريم ، مثلما توحي به التصميمات العامة للتهيئة ومجسمات المرافق العمومية التي تؤثث بها مقرات العمران بسائر المدن المغربية .