يعيش سكان تامنصورت التابعة لعمالة مراكش، أوضاعا متأزمة نتيجة حرمانهم من خدمات مختلف المصالح الإدارية العمومية وشبه العمومية، حيث أنه منذ إحداث هذه المدينة سنة 2004 بتراب جماعة حربيل القروية على الطريق الوطنية رقم 07 المؤدية على بعد 15 كيلومترا من مراكش في اتجاه مدينتي أسفي والجديدة، ظل سكانها الذين أصبح عددهم يتجاوز 60 ألف نسمة، يعانون من العزلة و التهميش في أهم وأغلب المجالات ، الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية والرياضية والفنية...، وهذا يعود بالدرجة الأولى إلى افتقار تامنصورت المدينةالجديدة الكوكبية، كما تسمى لدى مؤسسة العمران ووزارة السكنى وسياسة المدينة، إلى كل المرافق الضرورية التي توفر لساكنيها الحياة والعيش الكريم ، الشيء الذي تؤكده عدد من شكايات المواطنين التي تتقاطر على مكتب جريدة الاتحاد الاشتراكي بمراكش، حيث يعبر فيها أصحابها عن أن هذه المدينة بدل أن تسمى تامنصورت بات من الأجدر أن يصبح اسمها (تامقهورت)، في الوقت الذي صارت نقمة على ساكنيها خاصة على سبيل المثال لا الحصر بالنسبة لفئة الشباب ، فكم من شاب أو شابة لعدم وجود مكتب أو سعاة البريد بهذه المدينة فوتت عليهم فرصة توظيفهم أو تشغيلهم أو متابعة دراستهم بأحد المعاهد العليا أو المدارس التقنية وضمان مستقبلهم، وذلك يرجع إلى عدم توصلهم برسائل تحمل إليهم مثل هذه الأخبار السارة، حيث بعدما استبشر السكان بتعيين ساعي البريد بتامنصورت من طرف مكتب بريد قرية «قطارة» التي تبعد عن مراكش ب 37 كيلومترا، لم تدم مدة قيامه بمهمة توزيع الرسائل وهو يمتطي سيارة خاصة في اسم بريد المغرب سوى بضعة أشهر خلال سنة 2014، لتتوقف ثانية هذه العملية وتعود طريقة ابلاغ الرسائل لأصحابها بواسطة أعوان السلطة المحلية التابعين لكل من قيادة حربيل والملحقة الإدارية الأولى (الفتح) والملحقة الإدارية الثانية (الأطلس)، لكن، وبمحض الصدفة، أثناء زيارتنا هذه الأيام لتامنصورت ولهذه القيادات الثلاث بالضبط، أثارت انتباهنا صناديق من مادة (الكارطون) مملوءة عن آخرها بأكوام من رسائل المواطنين، وقد وضعت تحت مكاتب أعوان السلطة الذين عمدوا إلى إخفائها بهذه الطريقة حتى لا تراها أعين المواطنين، وبعد التحري والتدقيق في هذا الموضوع، أكد لنا عدد من سكان تامنصورت بأنه لم يسبق لأحدهم أن توصل برسالة تخصه بواسطة عون من أعوان السلطة، وأضافوا «أن أسلوب توصيل الرسائل بهذه الطريقة إلى أصحابها كان ومازال يستعمل في وقتنا الحاضر، في الدواوير فقط، وهذا الأسلوب في عملية التواصل بين الناس سبق له أن عوض منذ عقود خلت من الزمن الطريقة البدائية في استعمال ما يسمى ب (الرقاص) لتوصيل الرسائل في العهد البائد في القرى والدواوير، وليس في مدينة كمدينة تامنصورت»، وهذا ما اعتبره المواطنون «وصمة عار» تسجل في بداية الألفية الثالثة في تاريخ تدبير شؤون عملية التواصل بين المواطنين بواسطة بريد المغرب، الذي تسهر عليه المديرية الجهوية لبريد المغرب بجهة مراكش أسفي.