وأخيرا تمكن رجال الدرك الملكي يوم الثلاثاء 19 غشت 2014 بدعم وبمساعدة السكان من إلقاء القبض على أحد عناصر العصابة المختصة في سرقة الأثاث المنزلية من شقق عمارات إقامة النخيل 04 بمدينة تامنصورت ، فقد باغته السكان حين علمهم بدخول شخص غريب في واضحة النهار إلى إحدى شقق العمارة رقم 59 بعدما قام بكسر قفل باب الشقة باحترافية متناهية الدقة في القيام بعمليات السرقة ، محاولا حسب اعتقاده طمس معالم الكسر على باب الشقة وكذا عدم اسماع صوت إحداثه حتى لا يشعر الجيران بتواجده وهو يقوم بسرقة أثاثها المنزلية ، وما إن هم بالخروج من هذه الشقة وفي يده مكيف هوائي متنقل من الحجم المتوسط حتى قام السكان بمحاصرته وهو في حالة تلبس إلى أن أتى رجال الدرك بعد انتظارهم وقتا طويلا تجاوز مدة الساعتين, بعدما تم إخبارهم بما حدث بصفة مباشرة وغير مباشرة من طرف السكان, بذهاب عدد منهم على متن سياراتهم إلى مركز قيادة الدرك الملكي بتامنصورت وكذا بواسطة عدة مكالمات هاتفية متكررة ومستمرة ، حيث حضر في الأخير دركيان يركبان سيارة شخصية لأحدهما, فشرعا في القيام مباشرة بالإجراءات القانونية . عملية اعتقال هذا اللص تمت بنجاح نتيجة اتحاد ووحدة كلمة سكان العمارات الحاملة لأرقام : 20 ، 56 ، 57 ، 58 ، 59 ، 60 ، 61 ، 62 و 63 بإقامة النخيل 04 بهذه المدينة ، فقد قاموا بإغلاق جميع المنافذ على هذا اللص وطوقوا مكان تواجده بشكل محكم بعدما ذاقوا ذرعا من سرقات أثاث شققهم وتجهيزاتها التي بلغت عمليات سرقتها في شهر غشت لوحده سنة 2014 ما يفوق 20 عملية سرقة . ناهيك عن ما يحدث من عمليات إجرامية لعصابات اللصوص وقطاع الطرق وأصحاب السوابق السجنية .... بباقي أحياء مدينة تامنصورت التي أصبحت ساكنتها تقدر اليوم ب 60 ألف نسمة ،زيادة على ما يحيط بها من دواوير يفوق عددها 11 دوارا بساكنة تزيد عن 30 ألف نسمة ، وقد كلف بالسهر على ضمان أمن وراحة وحماية ممتلكاتهم منذ إحداث تامنصورت عشرة رجال من الدرك الملكي الذين تقلص عددهم في الآونة الأخيرة حتى أصبح لا يتعدى في هذا الوقت بسبب انتقالاتهم ستة دركيين بسيارتين إحداهما من نوع ( جيب ) وسيارة أخرى رباعية الدفع ، كما أن مقر مركز قيادة الدرك الملكي بتامنصورت يئن تحت وطأة الضعف الكبير للوسائل اللوجستيكية بمختلف أنواعها التي تساعد على ضمان جودة خدمات المواطنين حسب تصريحات عدد من سكان هذه المدينة إلى جريدة «الاتحاد الاشتراكي» ، أما رجال القوات المساعدة فعددهم لا يتجاوز ستة رجال وقد وضعت تحت إشارتهم سيارة من نوع ( بيكوب ) تشكو للخالق سبحانه ما تعانيه من مرض وشلل مزمن شل جميع حركاتها وحكم عليها بعدم مغادرة مقر قيادة مقاطعة حربيل بدائرة البور ، وضع ساهم إلى حد كبير في تشجيع مختلف العصابات الإجرامية على أن تكثف جميع نشاطاتها بمدينة تامنصورت, خاصة في الوقت الذي يغيب فيه الأمن الكافي لساكنتها ، الشيء الذي دفع بهؤلاء السكان إلى أن يتجندوا بجميع فئاتهم العمرية خلال هذه الأيام متخذين على حد قول أغلبهم شعار : « رب البيت يحميه « عساهم يتمكنوا من إيقاف نزيف هذه الظاهرة وما شابها من الأعمال الإجرامية التي عمت سائر أرجاء تامنصورت وتفاقمت بشكل يثير الذهول دون حسيب ورقيب . وللإشارة فقد سبق لجريدة الاتحاد الاشتراكي أن حاولت في عدة مقالات لها إثارة انتباه الجهات المعنية لهذا الوضع الكارثي بتامنصورت ، حيث نشرت آخر مقال لها في ذات الموضوع تحت عنوان : « انعدام الأمن بتامنصورت وتفشي مظاهر الإجرام وسط المدينة « في عددها 10.415 بتاريخ : الأربعاء 05 يونيو 2013 ، لكن رغم جل ما تم نشره زيادة على إشعار السكان للجهات المسؤولة بما أصبح لا يطاق مما يكابدونه من استهداف تامنصورت من طرف العصابات الإجرامية ، لم يحرك هذا للأسف الشديد ساكنا عند مسؤولي هذه الجهات نتيجة تواجدهم خارج التغطية لما يحدث بهذه المدينة المهمشة المنسية تامنصورت, بل كما يفضل البعض تسميتها من السكان مدينة ( تامقهورت) بهذا المكان من جهة مراكش تانسيفت الحوز .