أخفق رشيد الطاوسي في معانقة أول فوز مع الرجاء البيضاوي، وتكبد مرارة الخسارة الثالثة على التوالي، لتزداد معاناة الفريق الأخضر، ويزداد معها الضغط النفسي، وتستمر حسرة الجمهور الذي غاب عن مباراة الرجاء ضد لوصيكا، ومع ذلك، اقتنى ما يقارب عشرة آلاف تذكرة كعربون وفاء ومؤازرة لفريق تقزمت صورته، ولم يعد مهاب الجانب، بل أضحى لقمة سائغة، وجسراً سهل العبور أمام كل فريق يرغب في تصحيح مساره. المباراة ضد أولمبيك خريبكة اختار لها المدرب الطاوسي نهجاً تكتيكياً بطابع دفاعي يتأسس على خطة (1/5/4)، فيما فضل مدرب لوصيكا اللعب بأسلوب يتغير حسب البناء الهجومي والتراجع الدفاعي. ولعل القراءة التكتيكية للمدرب التونسي أحمد العجلاني أثمرت هدف السبق في حدود الدقيقة الأربعين بواسطة المدافع جواد اليميق، الذي تمكن من مضاعفة الغلة في الدقيقة الأخيرة من زمن الشوط الأول. المدرب الطاوسي اضطر إلى تغيير أسلوبه مع بداية الجولة الثانية، حيث قام بإشراك عنصرين بحس هجومي، ويتعلق الأمر بكل من الحافيظي والبولديني، هذا الأخير اصطاد ضربة جزاء أحسن ترجمتها اللاعب الصالحي إلى هدف في الدقيقة 58، وهو الهدف الذي أربك خطوط الفريق الخريبگي، وزاد من حماس العناصر الرجاوية التي كادت أن تعدل الكفة في أكثر من محاولة. مساعد مدرب فريق لوصيكا أكد أن الهزائم المتتالية للفريقين خلال الدورات الأخيرة فرضت علىيهما الحذر من استقبال الهدف. وأضاف محمد الجاي بأن الفريق الخريبگي لعب على المرتدات، وأن المباراة في مجملها طغى عليها الطابع التكتيكي الصرف، ولم يخف الجاي الطابع الدفاعي الذي نهجه فريق الرجاء، واعتبر هذا النهج سهل مأمورية العناصر الخريبكية التي عرفت كيف تستغل غياب الجمهور لصنع فوز مهم. من جانبه، أكد مساعد مدرب الرجاء أن الفريق في حاجة إلى مهاجمين يعطون الإضافة، ويزرعون نفساً جديداً في خط الهجوم الرجاوي، وعزا التغييرات التي طرأت على تشكيلة الرجاء إلى الإصابات التي يعاني منها لاعبو الفريق الأخضر، ولم يخف الضغوطات الكبيرة التي تعيشها العناصر الرجاوية، واعتبر في حديثه للصحفيين خلال اللقاء الإعلامي أن الحظ يعاكس الطاقم التقني الجديد، ووعد بتصحيح المسار خلال القادم من الدورات. الخسارة الثالثة على التوالي لفريق الرجاء البيضاوي رمت به في غياهب أسفل الترتيب برصيد عشر نقط إلى جانب أولمبيك خريبكة الذي غادر الصف ما قبل الأخير، وتجاوز أزمة النتائج على حساب الرجاء، الفريق »المريض«، كما جاء في وصف المدرب رشيد الطاوسي خلال الندوة الصحفية التي عقدها يوم الخميس الماضي. ترى كيف ستكون نفسية لاعبين ينتمون لفريق يعترف مدربه بأنه في وضعية »موت سريري«؟!