مباراة القمة، التي جمعت الرجاء البيضاوي والمغرب الفاسي، لحساب ذهاب ربع نهائي كأس العرش، انتهت بلا غالب ولا مغلوب، لكن نتيجة التعادل بهدف لمثله تخدم مصالح الماص، الذي يكفيه التعادل السلبي ليشكل أحد أضلاع المربع الذهبي. المستوى الفني لمباراة الرجاء ضد الماص، التي حضرها جمهور غفير، تجاوز ثلاثين ألف متفرج، استحسنه المتتبعون رغم النهج التكتيكي الصارم والموحد، حيث عمد مدربا الفريقين إلى اختيار خطة 4 ? 2 ? 3 ? 1، وذلك بهدف استغلال المساحات عبر الرواقين الأيمن والأيسر، وإن كانت العناصر الرجاوية تعمد إلى التوغل داخل مربع العمليات، في محاولة لتشكيل الضغط الهجومي على دفاع الماص. ضربة الجزاء، التي أعلنها الحكم خالد النوتي في الدقيقة 25، لفائدة الرجاء أثارت الكثير من التأويلات حول مشروعيتها، حيث أرجعها البعض إلى الضغط الذي مورس على الحكم، عبر شبكات التواصل الاجتماعي من قبل جماهير الرجاء، منذ الإعلان عن اسم حكم المباراة لحسابات سابقة. وقد أعطت ضربة الجزاء هاته هدف السبق بواسطة اللاعب جحوح، واضعاً بذلك قطيعة مع مسلسل إهدار ضربات الجزاء خلال الموسم الحالي، كما فعل المسعودي وأوال والحافيظي. احتجاجات الماص على الحكم النوتي، تواصلت بعد عدم إعلانه عن ضربة جزاء لفائدة المهاجم وسام البركة، ورفضه لهدف بداعي خطأ التسلل. وفي هذا الصدد، قال رشيد الطاوسي، مدرب الفريق الفاسي: "أحترم الحكم خالد النوتي، لكنه منح الرجاء ضربة جزاء خيالية، وحرمنا من هدف مشروع، كما حرمنا من ضربة جزاء لا غبار عليها"«. الجولة الثانية عرفت قراءات تكتيكية من قبل مدربي الفريقين، ويبدو أن التغييرات التي قام بها المدرب الهولندي كرول لم تكن موفقة، بل منحت الفريق الزائر فرصة القيام بمرتدات خاطفة أكثر خطورة على مرمى الحارس أنس الزنيتي، وهي المرتدات التي أثمرت هدف التعادل في الدقيقة 62، بواسطة اللاعب الافريقي سيدي بي. وكان بإمكان الزوار مضاعفة الغلة في أكثر من مناسبة، كما كان بإمكان العناصر الرجاوية تسجيل أكثر من هدف، لكن في غياب هداف فاعل يمتلك حس التهديف باءت كل الفرص بالفشل. المدرب رشيد الطاوسي، اعتبر في تصريح له النتيجة إيجابية بالنسبة لفريقه، وأكد أنه كان يسعى إلى العودة بأقل الخسائر، ولم يخف بأن الهدف المسجل خارج القواعد بالنسبة لإقصائيات الكأس يزن ذهباً، لكنه استدرك بأن النتيجة المسجلة لا تمنح مساحة واسعة من الاطمئنان، وأنها سيف ذو حدين. وشدد في تصريحه على أن مؤازرة الجماهير الفاسية خلال محطة الإياب ستمنح شحنة موجبة للاعبي الماص لحسم النزال، لكنه اعترف بقوة العناصر الرجاوية وقدرتها على الدفاع عن حظوظها في التأهل، مادامت النتيجة لم تحسم بعد. ولم يفت الطاوسي فرصة التنويه بالمنتوج الكروي الراقي الذي مافتىء لاعبو الماص يفرزونه.