خلال مباراة هيتشكوكية، تعادل فريق الرجاء البيضاوي ووفاق سطيف الجزائري بهدفين لمثلهما، وهي نتيجة ترجح كفة الفريق الزائر، وتمنحه امتيازاً كبيراً خلال مباراة العودة التي سيحتضنها ملعب النار بعد أسبوعين، والتي ستحسم في مصير المتأهل لدور المجموعتين، لكن حظوظ فريق الرجاء تبقى قائمة، وله من الإمكانات ما يجعل المستحيل ممكناً. المدرب الجزائري خير الدين مضوي صرح خلال الحصة التدريبية التي برمجها بمركب محمد الخامس بأنه سيواجه فريقاً قوياً، وأن المستوى الفني للفريقين متقارب جداً، وشدد على أنه قام بقراءة جيدة للأسلوب التكتيكي للرجاء البيضاوي. وبالفعل، فقد توفق في قراءته، واختار نهجاً تكتيكياً يتأسس على الدفاع المتقدم، والضغط على حامل الكرة، وتضييق المساحات على العناصر الرجاوية في وسط الميدان، وعياً من المدرب خير الدين مضوي بأن البناء الهجومي لفريق الرجاء ينطلق من الدفاع عبر الوسط. من جانبه، اعتمد المدرب البرتغالي خوسيه روماو خطة (1/3/2/4)، رغبة منه في تفادي استقبال الأهداف بميدانه، وبناء الهجومات من الوسط عبر الرواقين الأيمن والأيسر، لكن ظهر فريق الرجاء طيلة الجولة الأولى غير منظم فوق رقعة الملعب، ولوحظ على اللاعبين التسرع في الأداء وغياب السرعة في تنفيذ العمليات، بل وجد اللاعبون الرجاويون صعوبة في إيصال الكرة إلى المهاجمين. وخلال الأنفاس الأخيرة من الجولة الأولى، وتحديداً في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب، نجح الزوار في زيارة شباك الحارس خالد العسكري بواسطة المهاجم محمد بنيطو الذي استغل فراغاً في الدفاع، ومنح فريقه امتياز التفوق، لينتهي الشوط الأول على إيقاع سخط الجماهير، واحتجاجها على المردود الذي لم يرق إلى الحد الأدنى من انتظارات الجمهور الرجاوي الكبير الذي بصم على حضوره القوي، ومساندته اللامشروطة في أكثر من مناسبة. مع بداية الجولة الثانية، وتحديداً في الدقيقة 48، يتمكن اللاعب ياسين الصالحي من توقيع هدف التعادل على إثر ضربة خطأ جانبية، نفذت بالقوة والتركيز المطلوبين، وهذا الهدف المباغت حرر لاعبي الرجاء من الضغوطات، وأعاد الدفء بالمدرجات وحفز على القيام بالهجومات، وشجع العناصر الرجاوية على النزول بكل ثقلها لإرباك الضيوف والتفوق عليهم. وبالفعل، فقد ارتفع الإيقاع نسبياً، وكانت السيطرة للفريق الأخضر، إلا أن الدقيقة الخامسة والستين حملت معها التفوق من جديد بالنسبة للفريق الزائر، حيث تمكن نفس المهاجم محمد بنيطو من توقيع الهدف الثاني، بعدما فعل ما شاء في دفاع الرجاء. الهدف الثاني في شباك العسكري نزل كحمام ثلج على الجماهير الغفيرة، وبعثر أوراق المدرب خوسيه روماو، وكان له تأثير سلبي على المردود التقني للاعبي الرجاء الذين انتظروا ضربة جزاء صنعها اللاعب عقال، وترجمها إلى هدف التعادل اللاعب عادل الكروشي، وكان ذلك في الدقيقة 74. والملاحظ أن فريق الرجاء وقع هدفين من ضربتين ثابتتين، وخلق مجموعة من فرص التهديف خلال الدقائق العشر الأخيرة، لكن التسرع وسوء التركيز وبراعة الحارس الجزائري عوامل فوتت ترجمة الفرص إلى أهداف لتنتهي محطة الذهاب بنتيجة التعادل، في انتظار مباراة العودة الحاسمة. الحكم الغاني الذي أشهر الورقة الصفراء في وجه ثلاثة لاعبين جزائريين، ويتعلق الأمر بكل من سفيان بوشار، المهدي بلعامري والحارس خضيرية، هذا الحكم لقيت بعض قراراته احتجاجاً من الفريق الجزائري الذي عرف كيف يمتص اندفاع لاعبي الرجاء، والذي غابت عنه أربعة عناصر أساسية ستكون حاضرة في لقاء الإياب الذي سيقوده طاقم تحكيم تونسي. وخلال اللقاء الإعلامي الذي أعقب المباراة، أكد خوسيه روماو بأن فريقه لعب بهاجس الفوز، وقدم لاعبوه مردوداً تقنياً محترماً، لكن فريق وفاق سطيف كان منظماً بشكل جيد، وكان يقوم بمرتدات سريعة، ولم يفت روماو التأكيد على أنه اعتمد أسلوب الحذر من استقبال أي هدف، إلا أنه ما كان يخشاه وقع فيه، على حد تعبير مدرب الرجاء الذي أبدى أسفه على عدم زرع الفرحة في قلوب الأنصار. وأوضح بأنه اضطر إلى اللعب الكل للكل خلال الجولة الثانية، لإدراك التعادل وتسجيل التفوق، لكن يضيف روماو: »إن المباراة مثيرة، ومثل هذه اللقاءات تحكمها بعض الجزئيات«، وشدد على أن وفاق سطيف لم يحسم التأهل، وأن فريقه سيدافع عن حظوظه خلال محطة الإياب رغم العشب الاصطناعي الذي ستجرى فوقه المباراة. المدرب خير الدين مضوي أكد في تصريحه أن فريقه حضر لأجل تقديم منتوج فني يشرف وفاق سطيف ويمتع الجماهير الغفيرة، وتمنى أن يخوض كل المباريات أمام مثل هذا الجمهور ووصفه بالرائع. ولم يخف المدرب خير الدين ارتياحه لنتيجة التعادل، لكنه استدرك بأن التأهل لم يحسم بعد، وأنه يحترم فريق الرجاء الذي سيدافع عن كل حظوظه خلال محطة العودة، واعتبر مباراة الإياب فرصة لاسترجاع ثلاثة لاعبين أساسيين، وشدد على أن التحكيم لم يكن في المستوى، واستدرك بأنه يفضل عدم التركيز على عنصر التحكيم.