أكد رئيس المجلس الإداري للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، عبد المولى عبد المومني، مساء الجمعة بمراكش، حرص التعاضدية على تطوير التعاضد وتعزيز مساهمته في الاقتصاد الاجتماعي والتضامني رغم مختلف التحديات التي قد تواجهه حاليا ومستقبليا. واعتبر عبد المومني، في كلمة خلال افتتاح أشغال الجمع العام العادي السابع والستين للتعاضدية المنظم على مدى ثلاثة أيام تحت شعار «مستقبل التعاضد بين اكراهات مشروع المدونة والمساهمة في الاقتصاد الاجتماعي والتضامني»، أن «مستقبل التعاضد وحدود تدخله يبقى رهينا بالبنود التي سيأتي بها مشروع مدونة التعاضد والتي تعتبر أكبر تحد وإكراه يواجه مستقبل التعاضد بالمغرب». وأبرز، في هذا السياق، أن التعاضدية العامة بصفتها منسقة لمختلف التعاضديات المغربية، ساهمت في تقديم تصور يراعي تطوير المنظومة القانونية للقطاع التعاضدي التي حان الوقت لتطويرها، مع التركيز على طرق تعزيز آليات الحكامة الجيدة والمراقبة والتتبع مع الحفاظ على المكتسبات، خاصة الصحية منها. وقال عبد المومني إنه يتعين على المنظومة القانونية الجديدة أن تسمح للقطاع التعاضدي بلعب دوره في تقوية ورفع فعالية منظومة التغطية الصحية الشاملة التي انخرطت فيها المملكة منذ إعطاء انطلاقة التغطية الصحية الإجبارية سنة 2005 من طرف جلالة الملك محمد السادس. كما توقف عند مختلف الانجازات التي حققتها التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية خلال السنوات الست الماضية والتي من بينها، على الخصوص، تطور التعويضات النقدية المقدمة للمنخرطين ما بين سنة 2008 و2014 بمعدل إجمالي يقدر ب87 في المائة وتطور معالجة ملفات المرض خلال نفس الفترة بنسبة 111 في المائة، وانتقال مجموع التعويضات (ملفات المرض، منح التقاعد، منح الوفاة) من 7 ملايير و800 مليون سنتيم إلى أزيد من 14 مليارا و600 مليون سنتيم سنة 2014 ، وتسجيل 8 ملايير و300 مليون سنتيم خلال الأسدس الأول من سنة 2015، فضلا عن الرفع من نسبة استبناك المنخرطين من 18 في المائة سنة 2008 إلى 70 في المائة سنة 2015. من جهة أخرى، دعا عبد المومني خلال هذه الجلسة التي عرفت حضور بعض أعضاء الأجهزة التنفيذية للاتحاد الإفريقي للتعاضد وممثلي الاتحاد التعاضدي لأمريكا، إلى ضرورة تعزيز أواصر التعاون بين تعاضديات دول العالم الثالث والحرص على التكتل والبحث سويا عن حلول وسبل لتطوير الاقتصاد الاجتماعي والتضامني في ظل عالم محفوف بالمخاطر تطبعه الفوارق الاجتماعية بين دول الشمال والجنوب، قائلا إنه حان الوقت للبحث عن استراتيجية موحدة بين القارتين الإفريقية والأمريكية من شأنها محاربة الفقر والهشاشة. من جهته، أبرز رئيس الاتحاد التعاضدي لأمريكا ألفريدو سيغليانو، العلاقات المتميزة التي تربط هذه المنظمة الأمريكية والاتحاد الإفريقي للتعاضد، وسعيهما إلى العمل من أجل النهوض وتطوير نظام التعاضد في العالم. كما أشار إلى تنظيم المؤتمر ال105 للمكتب الدولي للشغل شهر يونيو 2016 بجنيف الذي سيعرف مشاركة حكومات ومنظمات عاملة في قطاع الشغل، والذي سيكون مناسبة لمناقشة موضوع «دور التعاضد في تحقيق السلم الاجتماعي». و تضمن جدول أعمال الجمع العام مناقشة والمصادقة على التقريرين الأدبي والمالي للسنة المالية 2014 وإجراء الانتخابات المتعلقة بتجديد ثلث أعضاء المجلس الإداري للتعاضدية العامة، وتلاوة تقريري لجنة المراقبة ومأمور حسابات التعاضدية العامة برسم سنة 2014 وانتخاب أعضاء اللجنة لسنة 2015. مع تقديم التجربة المغربية في تدبير التعاضديات وطريقة تسييرها وانتخاب أعضائها والترسانة القانونية المؤطرة للقطاع التعاضدي لعدد من وفود الدول الإفريقية ومن أمريكا اللاتينية التي حضرت أشغال هذا الجمع العام، فضلا عن تنظيم برنامج طبي لفائدة المشاركين من أجل تعريفهم بالدور الذي يضطلع به القطاع التعاضدي في تسهيل الولوج للخدمات الصحية.