عقدت التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية بمراكش، أيام 27 و28 و29 الجاري، جمعها العام السابع والستين (67)، إذ صادق ممثلو المنخرطين بالإجماع على التقريرين الأدبي والمالي لسنة 2014، وعلى تمديد الخدمات الصحية التي تقدمها لتشمل مجموعة من المناطق؛ ويتعلق الأمر بالداخلة، وطانطان، وكلميم، وتارودانت، وخربيكة، وسطات، والمحمدية، وطاطا، والسمارة، وزاكورة، وتنغير، وميدلت، وبوعرفة، وزايو، والدرويش، وتارجيست، وجرسيف، وميسور، وتاهلة، وبن جرير، وقلعة السراغنة، ووزان وشفشاون. واعتبر عبد المولى عبد المومني، رئيس المجلس الإداري للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، أن هذا القرار إنصاف لمنخرطي التعاضدية العامة، ولحقهم في ولوج الخدمات الصحية، مشددا على أن القطاع التعاضدي قادر على لعب مكمل للقطاعين العام والخاص في تسهيل استفادة المواطنين من الخدمات الصحية، خاصة الأساسية منها، لأن التعاضديات، يقول عبد المومني، "يمكنها أن تصل إلى مناطق لا يمكن للقطاع الخاص الاستثمار بها، ولا يمكن للدولة أن تغطيها". وصادقت الجمعية العمومية أيضا على تعديل النظام المحدد لكيفية تأسيس وتسيير صندوق الضمان التكليمي، استجابة للملاحظات التي سبق أن أدلت بها وزارة التشغيل والشؤون الاجتماعية في هذا المجال، حتى يتسنى لمنخرطي التعاضدية العامة الاستفادة من الزيادات التي ستشمل منح الوفاة والتقاعد...الخ، والتي سبق للجمع العام 66 المصادقة عليه. وعرف الجمع العام، الذي حضره 476 مندوبا من أصل 500، إجراء انتخابات تجديد ثلث أعضاء المجلس الإداري الذي انتهت ولايته في يوليوز المنصرم، تسجيل فوز 11 من أصل 20 مترشحا، بعد سحب شخصين لترشحهما في الدور الأول، دون الحاجة إلى إجراء دور ثان. ووصلت نسبة مشاركة أعضاء الجمعية العمومية في هذه الانتخابات 99.3 في المائة؛ كما تم انتخاب ستة مناديب سيشكلون، إلى جانب ممثل وزارة المالية، إحدى الوزارات الوصية، لجنة المراقبة برسم السنة المالية 2015. وعلى هامش هذا الجمع العام، وقعت التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية اتفاقية شراكة وتعاون مع الجمعية التعاضدية للحماية العائلية بالأرجنتين، خلال أشغال الجلسة الافتتاحية، من أجل وضع أرضية عمل لتوحيد جهودهما لخدمة مصالح منخرطيهما وتطوير الشراكة بين بلدان الجنوب-الجنوب، لتطوير الاقتصاد الاجتماعي التضامني في القارتين. وعبر ألفريدو سيغليانو عن سعادته بهذه الاتفاقية التي ستعزز أيضا الشراكة التي تجمع الاتحاد الإفريقي للتعاضد، الذي ترأسه التعاضدية العامة، باتحاد تعاضديات أمريكا، الذي ترأسه الجمعية التعاضدية للحماية العائلية بالأرجنتين. وكان الجمع العام مناسبة للضيوف الحاضرين، الذين يمثلون إفريقيا وأمريكا اللاتينية، للتعرف عن قرب على التجربة المغربية في تدبير التعاضديات، وطريقة تسييرها وانتخاب أعضائها، والترسانة القانونية المؤطرة للقطاع التعاضدي. واعتبر عبد المولى عبد المومني، في هذا الصدد، أن حضور هؤلاء الضيوف "يعكس المكانة الاعتبارية للتعاضد المغربي لدى ممثلي هذه الدول"، معبرا عن فرحه بانخراطهم مع الحضور في الاحتفال العفوي بالصحراء المغربية وبالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء. في حين شكر نائب الكاتب العام للاتحاد الإفريقي للتعاضد جلالة الملك على الدور الذي تقومه به المملكة المغربية من أجل تطوير التعاضد الإفريقي، من خلال التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية. وصادقت الجمعية العمومية على مجموعة من التوصيات، سواء تلك المتعقلة بمشروع مدونة التعاضد أو النقاط العالقة مع الصندوق الوطني للاحتياط الاجتماعي" كنوبس"، وتزكية القرار السابق للمجلس الإداري بهذا الصدد، على اعتبار مراسلة رئاسة الحكومة والوزارات الوصية والوكالة الوطنية للتأمين الصحي بشأنها، وكذا تسيطر برنامج نضالي بهذا الشأن، مع ترك الصلاحية للرئيس والمكتب الإداري في ما يخص التوقيت والأشكال. وأوصت الجمعية العمومية كذلك بضرورة تصفية حسابات القطاع المشترك، التي تعتبر من النقاط التي ورثتها التعاضدية العامة، والتي يتحفظ عليها مأمور الحسابات. وصادقت الجمعية العمومية على تكليف مكتب مأمور حسابات معترف بخبرته من أجل وضع توصيات لتصفية الحسابات العالقة، والمتعلقة بسنوات 2009 وما قبلها، على اعتبار أن مأمور الحسابات الحالي لا يمكنه التصديق بدون تحفظات على حسابات التعاضدية، بسبب شوائب تعرفها، ترجع إلى ما قبل سنة 2009. وأجمع أعضاء الجمعية العمومية على أهمية وضع تصور لجهوية المنتخبين، وتقديم مشروع النظام الداخلي الخاص بالجهوية المتعلقة بالمنتخبين للجمع العام المقبل، وتنظيم أيام وندوات تكوينية لفائدتهم، علاوة على تفعيل اللجنة المكلفة بالديون المتبادلة بين التعاضديات فيما بينها، ومع الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي، مع تفعيل اللجنة المكلفة بتغيير المنخرط للتعاضديات. كما نظمت التعاضدية برنامجا طبيا متعدد التخصصات لفائدة المشاركين في الجمع العام وكان الجمع العام مناسبة أيضا لعقد اجتماع بين المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي للتعاضد واتحاد تعاضديات أمريكا اللاتينية، من أجل وضع برنامج عمل وإجراءات عملية من أجل تنفيذ القرار السابق المتعلق بتنظيم ندوة حول التعاضد ودوره في الاقتصاد الاجتماعي التضامني، على هامش أشغال الدورة 106 للندوة للدولية للشغل بجنيف، بحضور الاتحاد التعاضدي الإسباني. يشار إلى أن الوفود الحاضرة ستقوم بتدشين مكتب للقرب للتعاضدية بعاصمة وادي الذهب مدينة الداخلة، وكذا زيارة المركز الصحي المتعدد التخصصات للتعاضدية بمدينة العيون، للوقوف على تطور الخدمات الصحية للأقاليم الجنوبية، ومساهمة القطاع التعاضدي في ذلك، بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة.