لا ياسيد بول بولز.. لاتسألني إن كنت قد سرقت عنوان قصتك (العقربThe scorpio) وهربته عنوانا لقصتي هاته .. أبدا .. أبدا .. عقربي العربي أشرس من عقرب سيريلانكا ... إصغ إلي جيدا أيها المغرم بطنجة وكأس شاي مقهى الحافة . ذات ليلة قائظة إندسست بهدوء من تحت الغطاء الصيفي الشفيف .. كانت فروة رأسي تلامس الجدار الخلفي الذي كان مايزال ينفث صهد الشمس .. إستلقيت على ظهري .. كنت أعمى لا أرى شيئا غير العتمة .. وبين حين وآخر كان أحد رفاقي الثلاثة العاملين معي في المنجم وكان بدينا جدا يفرقع شخيره العالي الذي يشبه تمزيق قطعة ثوب غليظ.. لاأخفيك ياسيد بولز أنني كنت في حاجة لحقنة نوم عميق حتى أتخلص من الصهد ومن شخير رفيقي البدين ومن خشخشة طفيفة كانت تأتيني من تحت مخدتي التي فبركتها من رزمة ملابسي القديمة .. كنت أشك فيما أسمع .. انتابتني نوبة من الوسواس المرضي فيما كنت أسمعه من خشخشة من تحت رزمة المخدة .. وحتى أقطع الشك باليقين صرت أعمد إلى قطع أنفاسي وأركز بتدقيق بالغ حتى تقبض أذني على مصدر تلك الخشخشة ... أما رفيقي البدين فقد كانا غارقا في غيبوبته اللذيذة التي تشبه حالة الكوما. لاأذكر ياسيد بولز ماذا حلمت في تلك الليلة القائظة .. ربما بسبب عناء رأسي من تشوه المخدة التي فبركتها من رزمة ملابسي القديمة كما قلت لك قبل قليل.. غير أن صوت الخشخشة لم يفارق أذني حتى وأنا مقبور في الأرض السابعة من النوم . فجأة إستيقظت .. رأيت نورا خفيفا يحف بالغرفة الضيقة الوطيئة .. إلتفت فرأيت مكان صديقي البدين خاليا . نهضت واقفا وشرعت في تلفيف غطائي الشفيف ثم فتحت رزمة المخدة وطفقت أعلق الملابس على بعض المسامير المنغرزة في الحائط .. وبينما أنا أهم بتعليق آخر بنطال في الرزمة سقطت عقرب بين قدماي .. أجل يابولز عقرب بدينة .. كانت مدهوسة حتى أن ذيلها المتدرج مثل قطعة سبحة أوشك أن ينخلع عن بطنها الأصفر الفاقع .. شعرت بقشعريرة وذبيب كهربائي يسري في جسدي مشفوع بحمى باردة ثم تعرق كثير يبلل فروة رأسي... وعادت بي الذاكرة توا إلى خشخشة الأمس من تحت المخدة التي فبركتها من رزمة ملابسي القديمة ... أيقنت أن العقرب كان مندسة هناك مثل الكابوس الذي يتربص بأحلام رأسي الملتهبة . ومنذ تلك الليلة إلى اليوم مازلت أتساءل ياسيد بول بولز من دس العقرب من تحت مخدتي الكاريكاتورية التي فبركتها من رزمة ملابسي القديمة ؟