تم إطلاق الحوار الاستراتيجي بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي وذلك خلال الاجتماع الرابع للمندوبين الدائمين لدى الجامعة وسفراء اللجنة السياسية والأمنية لمجلس الاتحاد الأوروبي، المنعقد يومي 24 و25 نونبر الجاري ببروكسل. وناقش السفراء، خلال هذا الاجتماع، التحديات المشتركة، وخاصة التهديدات الإرهابية والتطرف، وكذا عملية السلام في الشرق الأوسط، وسوريا، وليبيا، واليمن، بالإضافة إلى قضايا اللاجئين والهجرة. ورحب السفراء بتوسيع الشراكة العربية - الأوروبية باعتبارها استجابة إقليمية ملائمة، مؤكدين في هذا الصدد على أهمية دور السفراء العرب في بروكسل في توسيع هذه الشراكة. وبخصوص إطلاق الحوار الاستراتيجي بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، فقد تم إحراز تقدم في التعاون العملي العربي الأوروبي، لا سيما في مجالات الوقاية من الصراعات، والإنذار المبكر وإدارة الأزمات، والمساعدات الإنسانية، ومكافحة الإرهاب، والجريمة المنظمة عبر الوطنية، وأسلحة الدمار الشامل. ومن شأن إحداث مجموعات العمل لكل مجال من هذه المجالات، أن يسهل العمل المشترك لاستجابة أفضل للتهديدات الأمنية الحالية والمستقبلية. وإدراكا منهم للفرص والتحديات التي تنتظر العلاقات العربية الأوروبية، أعرب المندوبون الدائمون لدى جامعة الدول العربية وسفراء اللجنة السياسية والأمنية لمجلس الاتحاد الأوروبي عن عزمهم معالجة القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية المشتركة، بهدف المشاركة في مستقبل أفضل وأكثر أمنا للجميع. كما ساهمت هذه المناقشات المثمرة في تمهيد الطريق للاجتماع الوزاري القادم بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، والمقرر عقده في أبريل 2016 بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية. وقال محمد سعد العلمي، سفير المغرب في مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن " المغرب كانت له مداخلات متميزة خلال هذا الاجتماع، أشادت بها جميع الأطراف، وتمحورت بالأساس حول موضوعي الإرهاب والهجرة ". فبخصوص مواجهة الإرهاب، أكد العلمي على ضرورة اعتماد استراتيجية شاملة ومندمجة، وتكاثف الجهود الدولية، من أجل مواجهة هذه الظاهرة والعمل على استئصالها وتجفيف منابعها. وأبرز التجربة المغربية في هذا المجال خاصة في جانبها المتعلق بتأهيل الحقل الديني ونشر تعاليم الإسلام السمحة القائمة على الوسطية والاعتدال، والتي حظيت باهتمام عدد من البلدان الإفريقية والأوروبية التي عبرت عن رغبتها في الاستفادة من هذه التجربة. وفي موضوع الهجرة، أبرز السفير المغربي أن هذا الاجتماع شكل مناسبة لعرض التجربة المغربية في هذا المجال، مشيرا إلى أن المغرب انتقل من بلد مصدر للهجرة، إلى بلد عبور ليصبح فيما بعد بلدا للاستقبال، مبرزا الجهود التي يبذلها المغرب من أجل ضمان كرامة وحقوق المهاجرين وتسهيل اندماجهم. ونوه بالتوصيات التي تمخضت عن مؤتمر مالطا الأخير حول الهجرة، معتبرا إياها بداية لتعاون أقوى وأشمل يأخذ بعين الاعتبار الأسباب التي تؤدي إلى الهجرة خاصة الإفريقية منها. وأضاف سفير المغرب بمصر أن سياسة الجوار الأوروبي ما زالت محدودة وتقتصر على التعاون في بعض المجالات، داعيا إلى تعزيز الحوار والنهوض بالدعم الاقتصادي مما من شأنه أن يساهم في استتباب الأمن والاستقرار بمنطقة حوض المتوسط. وضم الوفد المغربي المشارك في الاجتماع الرابع للمندوبين الدائمين لدى جامعة الدول العربية وسفراء اللجنة السياسية والأمنية لمجلس الاتحاد الأوروبي، الذي ترأسه محمد سعد العلمي، عبد الرحيم موزيان نائب سفير المغرب بمصر، و خالد زهير، مكلف بمهمة لدى بعثة المغرب لدى الاتحاد الأوروبي.