عقد السفراء الأفارقة الأعضاء في مسلسل الرباط حول الهجرة والتنمية، امس الجمعة ببروكسيل، اجتماعا لتنسيق المواقف، وذلك في أفق انعقاد القمة الدولية بلافاليت المخصصة لبحث قضية الهجرة (11 - 12 نونبر). وشكل هذا الاجتماع، الذي انعقد بمبادرة من السفير رئيس بعثة المغرب لدى الاتحاد الأوروبي، منور عالم، مناسبة لتبادل وجهات النظر حول مختلف أبعاد التعاون بين الاتحاد الأوروبي وإفريقيا في مجال الهجرة، والتحديات التي تواجهها القارة الإفريقية في السياق الراهن.
وأبرز عالم، في كلمة لدى افتتاح الاجتماع، السياسة الجديدة للهجرة التي أرسى أسسها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي تراعي جانب الكرامة الإنسانية وتكتسي طابعا متعدد الأبعاد.
وذكر السفير، أيضا، بأن المغرب، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أطلق بالأمم المتحدة الرابطة الإفريقية حول الهجرة والتنمية، وهي مبادرة تسعى، بالأساس، إلى أن تكون رؤية إفريقية تستند إلى مقاربة جماعية وعلى مبادئ إنسانية. وقال إن هذا العمل يدرج المسؤولية المشتركة في صلب عملها ويطمح أن يكون إطارا موحدا للمبادرات الموجودة.
وفي ما يتعلق بقمة لافاليت، أكد السيد عالم أنه يتعين أن تكون مناسبة لجعل قضية الهجرة "فرصة أكثر منها حملا ثقيلا" بالنسبة لكل البلدان، سواء منها البلدان الأصلية أو بلدان الترانزيت أو بلدان الوجهة النهائية.
وأكد أن اجتماع القمة هذا سينكب على الأسباب العميقة لهذه الإشكالية والإجابات الضرورية، السياسية منها والاقتصادية والمالية والعملية، التي تستدعيها. وسيشكل، أيضا، مناسبة للتأكيد على حماية المجموعة الإفريقية المستقرة بشكل شرعي في أوروبا، والتي تعد اليوم ضحية ظواهر الإقصاء التي تشجعها خطابات سياسية معادية للأجانب.
وفي موضوع الهجرة السرية، أكد السيد عالم أنه لا يجب أن يتم التعامل معه بشكل مختلف من قبل الاتحاد الأوروبي.
وأضاف أنه بتمحور الاتحاد الأوروبي حول إفريقيا ينسى أنه توجد أيضا هجرة سرية تأتي من شرق أوروبا ومن غرب أمريكا اللاتينية.
وأكد السفير أن القارة الإفريقية جسدت التزاماتها وتحملت مسؤولياتها في قضية الهجرة التي لا يجب أن يتم التعاطي معها من الناحية الأمنية فقط.
وذكر بأنه تم إطلاق عدة مبادرات، من بينها مسلسل الرباط الذي يضم أزيد من خمسين بلدا إفريقيا وأوروبيا وكذا اللجنة الأوروبية والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيداو).
وأوضح أن هذا المسلسل يستدعي تدبيرا منسجما وفاعلا لتدفق الهجرات، وإيلاء الأولوية للبعد الإنساني، وإقرار حوار سياسي دائم بين مختلف الفاعلين والأطراف الأخرى.
وبعد ذلك، تناول العديد من السفراء الكلمة للإشادة بالدور الذي يقوم به المغرب على الساحة الإفريقية، والالتزام الشخصي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في الدفاع عن القضايا الحيوية في القارة.
وأبرزوا الجهود التي يقوم بها جلالة الملك، بقوة وعزم، من أجل تنمية القارة، مشيدين بالإستراتيجية التي وضعها المغرب في مجال سياسة الهجرة التي تنبني على مقاربة إنسانية وشاملة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء في ختام هذا اللقاء، أكد السيد تشارلز بورومي تودجينو، سفير جمهورية بنين في بروكسيل، دور المغرب في الدفاع عن قضايا القارة. وقال إن المغرب اضطلع بدور الريادة خاصة في قضية الهجرة.
وأضاف الدبلوماسي البينيني أن المغرب، الذي يوجد في موقع جغرافي إستراتيجي بين إفريقيا وأوروبا، يتوفر على رؤية تتميز بحرص قوي على حماية الأشخاص واحترام الكرامة الإنسانية.
ويضم المسلسل الأورو-الإفريقي حول الهجرة "مسلسل الرباط" 57 بلدا من بلدان الأصل والترانزيت والوجهة.
وقد تم إطلاقه بمناسبة انعقاد المؤتمر الوزاري الأورو-الإفريقي حول الهجرات والتنمية الذي انعقد في شهر يوليوز 2006 بعاصمة المملكة بهدف خلق إطار للحوار والتشاور تم خلاله تطبيق مبادرات ملموسة وعملية في مجال الهجرة.
وقبل قمة لافاليت، سيتم عقد اجتماع تحضيري للموظفين السامين يوم 11 شتنبر الجاري ببروكسيل من أجل إعداد مسودة مشروع تصريح جماعي سيتم عرضه على القمة.