كشفت أرقام عند تقديم نتائج الدراسة الوطنية حول السياحة الداخلية والتي قام بها المرصد الوطني للسياحة المغربي، وذلك خلال ندوة نظمت يوم الاثنين 23 نونبر الجاري والتي حضرها وزير السياحة والعديد من المسؤولين عن القطاع محليين ووطنيين بالإضافة إلى المهنيين ، أن الأسفار التي تصنف ضمن السياحة الداخلية بداعي الترفيه شهدت ارتفاعا مابين 2010 و 2014 حيث انتقلت من نسبة 35 % إلى 45%. وأوضحت أرقام هذه الدراسة التي قامت على محددات: الحوافز وسلوك الاستهلاك ومؤشرات الرضا، أن المناطق الجنوبية سجلت أعلى نسبة للتنقل حيث وصلت بجهة كلميم واد نون إلى 67% والعيون الساقية الحمراء 55 %. وكشفت الدراسة كذلك أن زبناء السياحة الداخلية يفضلون السفر مع الأسرة ، وأن هؤلاء السياح المحليين 7% منهم يقيمون مرة واحدة على الأقل في الفنادق المصنفة. وبخصوص الوجهات السياحية المفضلة في السياحة الداخلية باستثناء مدينة مراكش بنسبة 7،3 % تأتي الجهات الساحلية في مقدمتها مدينة أكادير بنسبة 9،2 % ومدينة الدارالبيضاء ب 8،4 % ثم مدينة طنجة . مدينة تطوان التي أصبحت وجهة سياحية مفضلة تدخل ضمن خانة سياحة الترفيه والتبضع لكنها لاتتوفر سوى على 2500 سرير مما يفسح المجال لنشاط القطاع غير المهيكل وهذا الأمر ينطبق كذلك على مدينة الجديدة ، مدينة يفران الطلب عليها يفوق المائة ألف مقابل 3000 سرير فقط . مؤشرات الرضا للسياح المحليين كشفت عن ارتفاع عدد المعجبين بشكل جيد بالمنتوج السياحي المقدم بنسبة 63% وعن المرتاحين بإقامتهم ب 36 % وبرر هؤلاء ارتياحهم عن منتوج السياحة الداخلية أن حسن الاستقبال والخدمات المقدمة ووسائل الراحة من بين العوامل الأكثر إيجابية. وزير السياحة لحسن حداد أشار في كلمته إلى «أن السياحة الداخلية أصبحت تشكل معطى استراتيجيا وبنيويا ومخطئ من يزعم أن اللجوء إلى الاهتمام بالسياحة الداخلية يأتي دائما عقب الركود الذي تتعرض له السياحة الوطنية الخارجية» وبلغة الأرقام يقول الوزير أن السياحة الداخلية منذ 2012 قفزت من25% إلى %30 بالنظر إلى مجموع السياحة الوطنية ثم وصل رقم معاملتها إلى 31مليار درهم»، ومن بين أهداف رؤية السياحة في أفق 2020 هو الوصول إلى نسبة 40% من مجموع السياحة الوطنية والقفز برقم المعاملات ليصل إلى 50 مليار درهم، وتحقيق الوصول إلى 6 ملايين من ليالي المبيت، هذه الرؤية حول السياحة الداخلية فرضتها معطيات موضوعية يقول الوزير، من بينها أن وجهة المغاربة نحو السفر تجاه البلدان الأجنبية قد تغيرت منذ 2008 حيث انخفض العدد من 3 ملايين لينتقل إلى 2 مليون و198 ألفا سنة 2010 ليستقر في حدود مليون و849 ألفاسنة 2014. أرجع وزير السياحة هذا التراجع في عدد الأسفار نحو الخارج مقابل ارتفاع عدد السياح المحليين الى أن المنتوج الداخلي للسياحة الداخلية أصبح يتجاوب مع متطلبات السياح المغاربة. لكن وزير السياحة كررها لأكثر من مرة أن أسعار السياحة الداخلية يجب أن تكون مناسبة وتتلاءم مع الدخل الفردي للمواطن، واعتبر أن التحكم في الأسعار هو أكبر تحدي يواجه السياحة الداخلية خاصة عندما يقف زبناء السياحة الداخلية على حقيقة أن السائح الأجنبي يحصل على نفس المنتوج السياحي بأسعار تقل عن تلك التي تفرض عليه.