لا غرابة في أن يحتضن رواق الإبداع والفن لمراد بواب شخصيات تتقاسم هم الكلمة الصادقة والجميل.. أن يلتقي صناع الكلمة بمختلف تعابيرهم الفنية وأجناسهم الأدبية تحت سقف رواق يحتضن أجمل الأعمال الفنية والجمالية ، إنه فضول النبش في تفاصيل الإبداع والبحث عن منفذ لطرح سؤال الحظ والنجاح كمشوار يستحق التتبع ...هي لحظة تواصلية مع الفنانة سحر الصديقي التي تألقت في مسلسل " زينة " الذي تم بثه خلال أحد اشهر رمضانات المنصرمة، وجعلت لنفسها قاعدة واسعة من جمهور الشاشة التلفزيونية ، سحر الصديقي ضيفة جريدة "الاتحاد الاشتراكي ". من هي سحر الصديقي؟ إنسانة طموحة أحب الفن و الحياة، منذ صغري و أنا أهوى الغناء و التمثيل و الصعود فوق الخشبة، و كذلك دائما أسعى إلى المعرفة و تكوين ذاتي، بعد أن حصلت على الباكالوريا اختصاص علوم تجريبية، حاولت في البداية أن أتبع مجال الوالد و أدرس الحقوق لأصير قاضية مثله، لكن سرعان ما اكتشفت أنني أميل إلى مجالات أكثر حيوية و إثارة، فقررت الدخول إلى مدرسة (iihem)International institute for higher education in Morrocco . تخرجت منها بعد أربع سنوات حائزة على دبلوم في التسويق و إدارة الأعمال، أستحضر مشاركتي في برنامج، Studio 2m حيث فزت بالجائزة الكبرى في الغناء الغربي، وكنت خلال مشواري الدراسي أحاول أن أوافق بين الفن و الدراسة، إلى أن أتممت دراستي و تفرغت إلى الفن كليا. بعد إحيائي العديد من السهرات داخل و خارج المغرب، منها العرض المسرحي الغنائي "Piaf Toujours" بدور "Edith Piaf"، العروض الغنائية مع الجوق الملكي "Big Band Jazz"، تصويري لأعمال غنائية و تمثيلية و مشاركتي في أعمال تليفزيونية ك"كول سانتر" للمخرجين نارجيس نجار و هشام العسري، "تورية" ليونس ركاب فضلا عن "شاشا شو " لياسين ماروكو ، و "ساعة في الجحيم" لعلي مجبود ، و"باب التوبة" لمصطفى فاكر ... إلخ، قررت أن أتوقف مؤقتا و أن أكمل دراستي، حيت توجهت إلى بريطانيا، درست ماجيستير في الأعمال الدولية "International Business" في الجامعة Lse" London School of Economics ، لكن بالموازاة مع الدراسة، و حبي للموسيقى و التمثيل جعلني أبحث في المجال الفني بلندن، إلى أن استطعت تأسيس فرقة موسيقية و الانخراط في ورشات تدريبية في التمثيل على أيدي مخرجي و محترفي السينما ببريطانيا. بعد أن أكملت دراستي و إقامتي بلندن، توجهت إلى لبنان و شاركت في البرنامج "The Voice" الذي فتح لي آفاق أخرى، شاركت بعدها في المسلسل الرمضاني "زينة" للمخرج ياسين فنان، و بعدها في أعمال سينمائية ك "فاميلا" للمخرج منصف مالزي، و "عفينا" للمخرج ياسين ماروكو... و أنا الآن بصدد إكمال تصويري لفيديو كليب غنائي و ما زال في جعبتي الكثير مما أرغب في تقديمه إن شاء لله إذا أسعفني الحظ و الصحة. كيف استطاعت سحر من خلال شخصية "زينة" أن تفرض وجودها على الشاشة؟ كنت سعيدة جدا بهذا الدور عندما اقترح علي، اشتغلت على نفسي كثيرا لكي أستطيع أن أكون مقنعة، حيث بحثت في عمق شخصية بدوية متمردة ذات طموحات كبيرة، اشتغلت كذلك على طريقة غنائي للنمط العربي، ولكن الذي ساعدني أكثر في تقمص الشخصية هو حبي لها لدرجة إحساسي بجميع تفاصيل معاناتها، حيث كنت أفرح بشكل حقيقي عند فرحها و أحس بالضيق و الاكتئاب عند تصويري مشاهد حزنها... أظن أن صدقي و إخلاصي للدور هو الذي جعل شخصية "زينة" محبوبة عند الجمهور. كيف وصلت إلى تقمص شخصية مغنية كابريه؟ تجربتي في الغناء أفادتني كثيرا في أداء دور مغنية، رغم أنني كنت أعشق النمط الغربي غناء وموسيقى، لكن اشتغلت كثيرا لأؤدي الأغاني العربية الطربية بنجاح وخصوصا المغربية منها، أشكر طارق برداد المغني و المدير الفني في مشروع "زينة"، حيث كان يختار معي الأغاني المناسبة لصوتي و يساعدني في تأدية و تسجيل الأغاني. o ما هو النمط الموسيقي الأقرب إلى سحر الإنسانة وزينة الممثلة ؟ تجربة "زينة" جعلتني أتدوق و أهتم بالموسيقى العربية أكثر، حيث أن ميولاتي في إبداع أغاني أصبحت تستلهم كذلك من الإيقاعات الشرقة اللينة الجميلة، هذا ما جعلني أمزج الآن بين الغربي و العربي، و أطمح في تقديم مستقبلا نمطا غنائيا جديدا في الأسواق يشبه شخصيتي و إلهامي. في نظرك ما هي السبل التي تمكن الفنانة من فرض نفسها كشخصية وممثلة؟ بالنسبة لي أن يكون لديها طموح و إصرار قويان، أن تشتغل دائما على نفسها، أن تبحث دائما على المعرفة، ألا تقف عن البحث و الكفاح رغم الصعوبات و العراقيل، و في أدائها أن تكون عفوية، حقيقية و عميقة في آن واحد، تبحث في سيكولوجية الشخصية، تحس بكل لحظة و كل كلمة. سحر....ما هو موقفك من الفنانات اللواتي تعرضن للتحرش الجنسي كمساومة و ابتزاز؟ التحرش الجنسي سلوك يدل على المستوى الهابط لدى صاحبه، للأسف المغرب من بين الدول التي يمارس فيها هذا السلوك بشكل كبير، لكن ما يؤسفني أكثر هو وجود هذا السلوك في الميدان الفني، ميدان من المفترض أن يكون مليء بالصدق و المبادئ الجميلة و الرقي و الاحترام و الجدية في العمل، يؤسفني كثيرا أن تستغل المرأة و تبتز من طرف شخصيات من المفترض أن تساهم في نشر القيم الجميلة، من المفترض أن يكون لها عمق فكري و رؤية فنية و إحساس بنفسية الآخر و ثقافة تمكن العقل من تقدير المرأة و مساواتها مع الرجل ... عندما تتعرض الفنانة للتحرش، فذلك لا يحطم فقط طموحها و نفسيتها، و إنما يقتل كذلك الفن و المستقبل الفني بأكمله بما أن المرأة نصف المجتمع، أتمنى أن يعي المتحرش ذلك إن كان له ضمير و غيرة على جودة كيانه و عمله و مستقبل بلده . نلاحظ أنك لا تترددين في إعطاء أرائك و التعبير عن مواقفك بكل صدق، هل لا تخافين أن يؤثر ذلك على مشوارك الفني خاصة و أننا نعرف أن فنانين آخرون يفضلون الصمت و الحياد؟ أنا إنسانة واضحة صاحبة مبادئ و مواقف، حاملة لقضية إنسانية أطمح من خلال تعبيري الفني أن أوصلها. أحلم بعالم يسوده الحب و التعايش و الروح الإنسانية التي تتسع للجميع و تتقبل الإنسان بغض النظر عن انتمائه أو جنسه أو عرقه أو دينه أو لونه . لا يمكنني أن أصمت عندما أرى ممارسة الظلم في بلدي أو حتى في بلدان أخرى، كما لا يمكنني ألا أعبر عن فرحي أو افتخاري عندما أشاهد إنجازات العالم خاصة على المستوى الحقوقي، فأنا بدون مواقفي و مبادئي لما كنت متواجدة . لأن الشهرة و النجاح لا يهمونني بقدر ما تهمني الرسالة التي أطمح في تقديمها و البصمة التي أطمح في تركها بهدف المساهمة في التغيير . كما يقول إنشتاين: " لا تسعى لتكن ناجحا فقط ، و إنما لتكن ذا قيمة ". و هذا ما أطمح إليه و أشتغل على تحقيقه بغض النظر عن العراقيل و الصعوبات التي قد تعترض طريقي ما هي الآفاق المستقبلية على مستوى التمثيل و الغناء ؟ أغنية جديدة سجلتها بلندن من لحني و كلماتي و مساعدة شاب موسيقي موهوب في التوزيع " كريس جي " سوف أقدمها قريبا عن طريق فيديو كليب من إخراج منصف مالزي، و مشاريع أخري في السينما و التليفزيون و المسرح كذلك سوف أتكلم عنها لاحقا. كلمة أخير لجمهورك: أشكر كل من يتابعني و يشجعني و أتمنى دائما أن أقدم لجمهوري الشيء الجديد و المتميز و أن أكون عند حسن ظنه.