أعلنت سلطات الأمن التركية أول أمس عن اعتقال 8 مغاربة ، يعتقد بأنهم على علاقة بتنظيم ما يسمى الدولة الاسلامية الإرهابي الملقب " داعش " وكشفت وكالة الأنباء الرسمية التركية " الأناضول " بأن عمليات التوقيف تمت بمطار مطار أتاتورك الرئيسي في اسطنبول. وذكرت الوكالة أن المجموعة زعمت أنها قادمة من الدارالبيضاء في المغرب في وقت متأخر لقضاء عطلة في اسطنبول وأنهم سبق أن حجزوا لإقامتهم في فندق لكن الشرطة لم تجد أي دليل على وجود حجز، فيما كشفت وسائل إعلام أخرى وجود حجوزات مزورة في عدد من الفنادق. ولم يصدر أي رد من السلطات المغربية عن هذا الحدث ، خاصة وأن المغرب يشن حربا استباقية في مواجهة الإرهاب ويعتقل باستمرار خلايا تجند للسفر إلى مناطق التوتر في سوريا والعراق عبر البوابة التركية أساسا والتي تعتبر معبرا آمنا للإرهابيين إلى هذه المناطق الساخنة. وكانت تركيا أعلنت قبل أسابيع اعتقال 42 مغربيا بنفس التهمة، رحلت منهم 20 فيما سمح للآخرين بحرية التنقل . ونقلت وكالة الاناضول عن مصادر أمنية تركية قولها إن السلطات عثرت على قصاصة ورق في حوزة أحد الاشخاص الذين اعتقلوا عليها رسم يحدد المحطات الرئيسية لكيفية دخول ألمانيا عبر الحافلات ومن طريق البحر وعبر القطار، وهو ما يرجح فرضية الهجرة السرية إلى دولة ألمانيا، حيث انتشرت في الاونة الاخيرة صور وأشرطة لمغاربة نجحوا في الوصل إلى أوروبا وخاصة ألمانيا عبر ادعاء انهم مواطنون سوريون وهو ما يسهل لهم الحصول على لجوء مؤقت. وتشهد الحرب على الإرهاب بسوريا والعراق زخما كبير بعد اسقاط الطائرة الروسية من طرف داعش وتبنيه للهجوم الدموي ضد باريس وكدا العملية الإرهابية في برج البراجنة بالضاحية الجنوبية لبيروت حيث معاقل حزب الله اللبناني ، وبالإضافة الى الحشود العسكرية التي تقودها روسيا أرسلت فرنسا حاملة طائرات معززة ب 26 طائرة وشرعت في استهداف مواقع الإرهابيين في الرقة السورية بدعهم روسي وبلجيكي وأمريكي . وكانت إشارة الرئيس بوتين في لقاء مجموعة العشرين الاخيرة، بوجود 40 دولة تمول داعش منها دول ضمن مجموعة العشرين اتهاما مباشرا لدول خليجية وتركيا رأسا حيث كشف مسؤول غربي عن احتمال توتر العلاقات بين الدول الغربية وتركيا عقب حصول الولاياتالمتحدةالأمريكية على وثائق تثبت علاقة تركيا بتنظيم داعش وشراء النفط منه. ولفت المسئول الغربي ، في حوار أجرته معه صحيفة "الجارديان" البريطانية ، بالقول إلى أن هذه المعلومات والوثائق التي تم التوصل إليها داخل منزل أحد القادة بتنظيم داعش والذي قتل خلال العملية التي نظمتها القوات الأمريكية الخاصة في سوريا في وقت سابق كشفت عن المباحثات المباشرة التي أجريت بين داعش والمسؤولين الأتراك. وحسب نفس المصدر كانت الإيرادات اليومية للنفط قبل مقتل أبو سياف تبلغ نحو مليون إلى أربعة ملايين دولار، وكانت تركيا الدولة الأكثر شراءً لهذا النفط ، فضلاً عن أن المسئولين الأتراك كانوا على دراية جيدة باسم أبي سياف ، إلا أنه عقب مقتل قائد التنظيم وبدء تركيا في انتهاج سياسات أكثر صرامة تجاه التنظيم انقطعت هذه التجارة بشكل كبير. وزعمت الصحيفة أن أنقرة قدمت دعما صريحا للمجموعات الإرهابية الأخرى مثل أحرار الشام وجبهة النصرة التي تعد جناح تنظيم القاعدة الإرهابي في سوريا. فيما قال مسئول أوروبي يعمل في أنقرة إن تركيا التي لم تكترث في السابق لمساعي المسئولين الأوروبيين الرامية لطرح موضوع المجموعات الإرهابية على طاولة اللقاءات الثنائية بدأت تنظر إلى تنظيم داعش على أنه يهدد أمنها ، لافتاً إلى أنهم أصبحوا الآن يتحدثون عن هذه المواضيع في اللقاءات التي تجرى بينهم.