«المغرب بلد جميل فيه شعب طيب ويتوفر على أصوات غنايئة رائعة وموسيقيين ماهرين من كفاءة عالية..» كان هذا مدخل تمهيدي من حديث الفنان المصري هاني شاكر افتتح به ندوة صحافية عقدت عشية أول الخميس الماضي بالدار البيضاء بمناسبة إحيائه لأمسية غنائية طربية رفقة الفرقة المغربية للموسيقى العربية بمسرح محمد السادس بالدار البيضاء (أمس الجمعة) قدم خلالها نخبة من أنجح أغانيه وأغاني الراحلين عبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب على نغمات وإيقاعات الفرقة المغربية، التي اعتبرها فرقة جد محترفة و«تشرف موسيقيا ليس المغرب فحسب، بل كل الدول العربية بالإمكانيات المعرفية الموسيقية والمهارة العزفية التي يمتاز بها أعضاؤها تحت قيادة المايسترو صلاح المرسلي الشرقاوي»، الأمر الذي جعله يوافق «دون تردد قبول الدعوة المغربية لأحياء أمسية فنية دون الاستعانة بفرقته الموسيقية الخاصة، وذلك بالنظر للسمعة الطيبة التي أصبحت تحظى به الفرقة المغربية عربيا..» هذا، وقد كانت الندوة قد طغت عليها الأجواء الاجتماعية المضطربة التي تعيش على إيقاعها العديد من الدول العربية هذه الأيام ومن ضمنها جمهورية مصر العربية، حيث عبر صاحب «غلطة» في تعليق سريع حولها عن آسفه لما يسجله بلده من أحداث مأسوية سقطت على إثرها أرواح برئية.. مع تحفظه عن إعطاء أي رأي صريح بخصوص دوافع الأحداث ومسبباتها، مكتفيا في رد عن سؤال ل«الاتحاد الاشتراكي» عن استعداده لأنجاز عمل فني بالمناسبة، إذا كان سيساهم فنيا في تقديم خدمة وطنية بهدف إرجاع الطمأنينة والسكينة والهدوء إلى النفوس، مثلما ساهم تفاعليا مع الحدث الإرهابي الشنيع الذي ضرب كنيسة الإسكندرية في الأسابيع الأخيرة، حيث قدم على ضوئه أغنية «إيد واحدة» التي تستنكر الفعل الظلامي الخطير و اللاإنساني وتحث على اللحظة والوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط. وبخصوص الأغنية المغربية أعرب الفنان المصري العربي عن إعجابه الكبير بها وبغناها، بالنظر لما تتوفر عليه من خصوصيات ومكانة متميزة على المستوى العربي، لكن العائق الوحيد الذي يقف في طريق انتشارها وإشعاعها هو عامل اللهجة الذي ربما قد يخفف من صعوبته مستقبلا الاعلام المرئي السمعي الفضائي مستقبلا لدى المواطن العربي، والذي - يقول بخصوصه الفنان المصري - في جواب عن «الاتحاد الاشتراكي» أيضا، حول العشوائية التي طالت الفن في غنائنا العربي، أن المستمع العربي فعلا بدأ يفقد نوعا من ذلك الحس الفني الجمالي والذوق السامي الذي كانت تطبع به الأغنية العربية في وقت من الاوقات بسبب «غزو» لما يسمى بالأغنية الشعبية التي يعتمد بعضها في تركيبته الكلامية على ألفاظ أحيانا بذيئة لا تعير أي اعتبار للمشاعر والالأحاسيس الجماعية، ومع ذلك فهذه الأخيرة - يضيف هاني شاكر - لا تستطيع «أن تشتري قلوب الناس، قلوب المستمع العربي الذي لازال يحب ويؤمن بالغناء الراقي السامي.» وعن «دور إصلاح الفن ما أفسدته الرياضة»، في إشارة ل «الاتحاد الاشتراكي» حول تداعيات مباراة المنتخبين المصري والجزائري، بأم درمان لأجل للتأهل لنهائيات كأس العالم الاخيرة بجنوب أفريقيا، والخروج الإعلامي لبعض الفنانين مطربين وممثلين.. عن حدود اللياقة واللباقة إلى التجريح في حق البلدين و شعبيهما وإشعال فتيل التوتر، علق الفنان هاني شاكر «أن الرياضة بالرغم من نبل مقاصدها وأهدافها «عمرها ما يتجمع.» هي عامل تفرقة ليس بين الدول والأقطار وحسب، بل بين أبناء الوطن الواحد والمدينة الواحدة، وهذا يوضح صاحب «ياريثني»... ناتج عن التعصب المفرط و التفاعل الزائد عن الحد.. بخلاف الفن الذي كان يشكل دائما ذلك الخيط الرفيع الذي يوحد الشعوب، فعندما يرحل الفنان المصري مثلا إلى الجزائر أو تونس أو المغرب .. يجد دائما الترحاب و الاستقبال الجيد من طرف كل الشرائح الاجتماعيةن ولهذا أقول، للأسف، بأن الإعلام المصري كان مركزا جيدا في الفترة الماضية على الرياضة وكأنها الشيء الوحيدة «الحلو» الذي لدينا في مصر فقط لاغير، بالمقابل كان الاهتمام بالفن شبه منعدم «مش واخذ حقو»، وبالتالي فقد حصل ما حصل..» وفي سياق الحديث عن الفن و الرياضة كشف الفنان المصري هاني شاكر ل «الاتحاد الاشتراكي» عن حبه الشديد للفريق الأبيض الزمالك الذي فقد في السنوات الأخيرة بريقه الذي كان ينير مساره الكروي الطويل وزينه بعدة ألقاب وطنية وقارية، معربا في أمله في أن يستقيم المسار الرياضي للفريق في القريب العاجل حتي يكون ندا قويا للأهلي والإسماعيلي.. وغيرهما من الفرق المصرية العتيدة لما فيه خير الكرة المصرية، موضحا في نفس السياق إنه يكن إعجابا كبيرا لجمهور الأهلي الذي يبادله نفس الاحترام والتقدير، لأن الحب والعشق لا يفسد للود قضية. وقبل الإعلان عن الحصيلة السينمائية لسنة 2010 التي سيقدمها المركز السينمائي المغربي، زوال اليوم، لابد من استرجاع تفاصيل أبوابها لسنة 2009، حيث تمحورت حول كون الأفلام السينمائية الطويلة والتلفزيونية اأجنبية المصورة بالمغرب، حددت في 17 فيلما طويلا من فرنسا، ألمانيا، بلجيكا، إسبانيا، إنجلترا، أمريكا و كندا. في حين تم تصوير خمسة أفلام تلفزيونية أجنبية بإنتاج إسباني، فرنسي، ألماني، كولومبي... وصورت كل هذه الأفلام بمحور مراكش، الصويرة، تازة، تنغير، أرفود، ورزازات، أسفي، الراشيدية، الدار البيضاء، الرباط، مرزوكة... في حين سجل أن الإنتاجات الأجنبية التي تم تصوير أعمالها بالمغرب، الخاصة بالأعمال التلفزيونية العربية، كانت سورية، لبنانية وقطرية، واختارت مواقع تصويرها بكل من ورزازات، أرفود، مكناس، فاس، الجديدة والبيضاء. بينما سجلت استثمارات الأفلام الطويلة والتلفزيونية الأجنبية المصورة بالمغرب مبلغ 52 مليون دولار، بعد ما كان سنة 2008 , 100 مليون دولار. في حين حدد مجموع رخص التصوير الممنوحة خلال سنة 2009 في 862 رخصة منحت للانتاجات المغربية، مقابل 545 رخصة منحت لأعمال أجنبية موزعة مابين أفلام سينمائية وأفلام الفيديو، الفيلم المتوسط، الوثائقي، الربورتاجات، الفيلم المؤسساتي، سكيتشات، الكليبات، ستيتكومات ... كما حددت لائحة الافلام الطويلة المعالجة من طرف مختبر المركز السينمائي المغربي في عشرون بينما تم معالجة 55 فيلم قصير. في حين قدر عدد التذاكر التي صنفها تقرير الحصيلة ضمن خانة الاستغلال السينمائي في 2 مليون و638 ألف تذكرة، استوعبتها 77 قاعة سينمائية على طول الخريطة الجغرافية للقاعات المفتوح حاليا بالمغرب. في حين احتلت أفلام الولاياتالمتحدةالأمريكية المرتبة الأولى على مستوى إيرادات الشباك متبوعة بالمغرب، ليسجل فيلم «كازا نيغرا» لنورالدين الخماري المرتبة الأولى على مستوى الأفلام الأكثر مشاهدة ب 214473 تذكرة. كما قام المركز السينمائي بتسجيل 158 فيلما في سجل الأفلام المستوردة وتسليم 150 تأشيرة استغلال تجاري لأفلام سينمائية منها 15 فيلما مغربيا و 1175 تأشيرة ثقافية منحت لأفلام من جنسيات مختلفة. كما قدمت الحصيلة معطيات بالأرقام حول أجندة التظاهرات السينمائية الوطنية وعروض القوافل السينمائية ومشاركة السينما المغربية في المهرجانات الدولية إلى جانب جرد لكل الجوائز التي توجت بها الأفلام المغربية في المهرجانات الدولية. إذن، تسعة أيام، عاشها المشاركون في الدورة الثانية عشرة للمهرجان، عرفت مشاهدة ومناقشة 38 عنوانا . هذه الأعمال السينمائة في صنفي الطويل والقصير، كانت مناسبة للتواصل والحوار مابين المعنيين المباشرين بهذا الحقل، حيث، وفي خلاصات أولية، نسجل أن السينما المغربية تسير في اتجاه تطور إيجابي، وأن الدورة أفرزت تنوعا سينمائيا يجمع مابين رواد وشباب السينما المغربية، هذا التنوع هو قوة السينما المغربية. كما أنها أفرزت العديد من المعطيات الإيجابية تخدم السينما بالمغرب، أولها التنوع في الموضوعات التي قدمتها الأفلام المشاركة في هذه الدورة، وثانيا تميز العديد من الاعمال السينمائية بمواصفات سينمائية جيدة، وأخيرا الجرأة في طرح الموضوعات بكل بصدق وإخلاص للذاكرة.. أعلنت الدورة 12 للمهرجان أنه في ظرف وجيز هناك تحول في العنصر البشري الذي يشتغل داخل القطاع السينمائي المغربي، وذلك بفعل الحضور البارز لعدد كبير من المخرجين والممثلين الجدد وطلبة المعاهد.. أن جل الأفلام التي قدمت في هذه الدورة، أبدعت في إضافة قيمة إبداعية فنية جيدة، لا من حيث الإخراج والصورة والإنارة والموسيقى وحتى التمثيل .. وأن جيل الشباب الدي بدأ يطرق أبواب السينما المغربية ويتحدث بصوت مرتفع، مطالب أن يذهب أبعاد وأحسن من الجيل الذي سبقه، وهذا لا يعني أن الجيل الذي سبق لم يقدم شيئا متميزا للسينما المغربية، بل قدم أشياء قيمة للجيل الصاعد علمته العديد من الأشياء، وهذا هو دور الأجيال ، وأنه بإمكاننا أن نقدم السينما بتصورات جديدة، في هذا الاطار، نعتبر أن معالم الاستراتيجية السينمائية المغربية ، التي شرع في تنفيذها اتجاه القاعات السينمائية، الانتاج وتوزيع الفيلم المغربي، الحضور الدولي للفيلم المغربي.. وقضايا مهنية أخرى مرتبطة بالقطاع، أكيد أن نجاح هذا المشروع رهين بقيمة الدور الذي يجب أن يلعبه كل السينمائيين المغاربة الرواد منهم والشباب، لأنه «لامستقبل لمن يقبل الواقع السينمائي كما هو»، في ظل المنافسة الدولية التي يعرفها قطاع السينما.