كشف عرض «مشوار العندليب» الذي افتتح مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية في دورته التاسعة الكثير من جوانب مشوار الفنان عبد الحليم حافظ واهمية ابداعه في الفترة الزمنية التي ظهر فيها، مع تقديم عدد من اغانيه الراسخة في وجدان الشعوب العربية، حيث تضمن الحوار الذي وضعته المؤرخة الموسيقية رتيبة الحفني الامينة العامة لمهرجان الموسيقى العربية تقييما لرحلة المطرب الراحل واسمه الحقيقي عبد الحليم شبانة، ابن قرية الحلوات في محافظة الشرقية، وذلك على لسان الراوي في استعراض ادى دوره فيه الفنان سامي عبد الحليم. ومن بين هذه الذكريات رفض جمهور مدينة الاسكندرية الاستماع الى عبد الحليم في بداية مسيرته الفنية عندما قدم له مع رفيق رحلته محمد الموجي اولى اغانيه وهي «صافيني مرة»، لانه لم يألف هذا النوع الجديد من الغناء والموسيقى المختلف عن تلك السائد وقتها. وقد دفع ذلك عبد الحليم لتقديم أغنية نقدية لموقف الجمهور السلبي من موجة الغناء الجديدة التي كان من أبرز رموزها مطلع الخمسينات من القرن الماضي، وهي أغنية «يا سيدي امرك». ومن الذكريات أيضا التي عرضها صديقه الاعلامي وجدي الحكيم، إعجاب عبد الحليم بأغنية «تخونوه» التي لحنها بليغ حمدي للمطربة الكبيرة ليلى مراد بعدما استمع لها وهي تقوم بالتدريب عليها في معهد الموسيقى العربية. وقد تدخل المنتج والمخرج رمسيس نجيب لدى ليلى مراد للتخلي عن الاغنية لعبد الحليم. وكشف العرض، كذلك، قيام عبد الحليم ببطولة عدة أفلام من إنتاج الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب باجر لا يتجاوز300 جنيه مصري عن الفيلم الواحد، في حين أن أجره انذاك عن الافلام الاخرى كان وصل الى ثلاثة الاف جنيه وهو المبلغ الذي كان يعتبر ثروة كبيرة انذاك. وعندما سأله وجدي الحكيم عن سبب موافقته على العمل مع عبد الوهاب بأجر قليل قال له عبد الحليم «لاني ساكسب الملايين من أنغام عبد الوهاب التي سيقدمها لاغنياتي في الافلام التي اقوم ببطولتها من انتاجه»، كذلك استعرض الاعلامي مفيد فوزي مشواره مع الفنان الراحل في شريط مصور بث على شاشة مقامة في خلفية المسرح أكد خلاله أن عبد الحليم عانى من انكسارات كثيرة منها المرض وهزيمة يونيو1967 حيث أمضى ما يقرب من ثلاثة أشهر نائما في السرير، وكذلك أزمته مع النجمة سعاد حسني عندما طلبت منه نقل علاقتهما الى العلنية ورفضت الاستمرار في علاقة سرية. واشار إلى أن عبد الحليم رغم كل ذلك واصل الصمود والمقاومة وتقديم كل إبداع ممكن حتى لحظة رحيله لتقدر له الجماهير هذا العطاء الكبير وتخرج بأعداد غفيرة الى الشارع لتوديعه. وقد بثت في العرض مشاهد من جنازة العندليب المهيبة. وخلال استعراض هذه الذكريات جرى تقديم عدد من الاغنيات التي شكلت محطات في رحلة العندليب الغنائية ادتها مجموعة من الاصوات المتميزة في دار الاوبرا المصرية بينها خالد عبد الغفار ووائل سامي ورحاب مطاوع واميرة احمد وهاني عامر ووليد حيدر واحمد عفت ومحمود عبد الحميد وعصام محمود واجفان. وشاركت في العرض كذلك فرقة باليه اوبرا القاهرة التي صمم رقصاتها عصام عزت وصاحبتهافرقة عبد الحليم نويرة للموسيقى العربية بقيادة المايسترو صلاح غباشي. قدم عبد الحليم حافظ في مشواره الفني270 اغنية من بينها53 اغنية وطنية و12 اغنية للبلدان العربية و26 قصيدة شعرية و5 ثنائيات اغلبها مع الفنانة شادية. وقد لحن له اولا رفيق عمره محمد الموجي (64 اغنية) ثم صديقه كمال الطويل (48 اغنية) ومحمد عبد الوهاب (34 اغنية) وبليغ حمدي (26 اغنية) الى جانب لحنين للموسيقار رياض السنباطي و16 اغنية لعلي اسماعيل و13 لمنير مراد و4 الحان لمحمود الشريف و4 الحان لحلمي بكر. وقد افتتحت رتيبة الحفني الحفل بكلمة استعرضت فيها النشاطات التي ستقدم خلال الايام العشرة للمهرجان وتشمل35 حفلا موسيقيا وغنائيا فوق مسارح دار الاوبرا يحييها17 مطربا ومطربة من7 دول عربية هي مصر وفلسطين وسوريا ولبنان والمغرب والاردن والعراق. وستقدم هذه الحفلات على خشبة المسرحين الكبير والصغير لدار الاوبرا ومسرح الجمهورية في القاهرة الى جانب مسرح سيد درويش في الاسكندرية ومسرح دار اوبرا دمنهور. ويشهد المهرجان في دورته الحالية مسابقة للاصوات الغنائية الى جانب تقديم بحوث حول المنولوج الانتقادي في الفن الغنائي العربي.