سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد أن عجز المسؤولون عن حل أزمة النقل مابين بنسليمان والمحمدية .. الطلبة يصعدون من احتجاجاتهم ويحاصرون حافلات النقل الممتاز عند مشارف مدينة الزهور الحرفوي بوشعيب
يبدو أن أزمة النقل العمومي مابين الحضري ونقل الطلبة إلى الكليات والمعاهد من إقليم بنسليمان إلى مدينة المحمدية قد طال أمدها دون أن يجد المسؤولون حلا لها، مما أدى إلى عودة واستمرار التوتر والاحتقان بين مستعملي خطوط النقل العمومي لحافلات النقل الممتاز والسلطات الإقليمية والأمنية لعمالة المحمديةوإقليم بنسليمان. ففي تطور مثير أقدم مؤخرا المواطنون والطلبة الجامعيون المنتمون لبلدية المنصورية وبوزنيقة وبنسليمان على حركة احتجاجية واسعة وصفت بالتصعيدية للفت انتباه المسؤولين إلى ضرورة حل مشكل النقل مابين الحضري لتمكين الطلبة من متابعة دراساتهم وتسهيل مأمورية المواطنين في التنقل لقضاء أغراضهم وإنجاز مهامهم و أعمالهم بمدينة المحمدية في ظروف آمنة و مريحة. فقد قام المحتجون يوم الخميس 5 نونبر، بعد تشكيل مجموعات، بشل حركة المرور وقطع الطريق في اتجاه المحمدية عبر اتخاذهم لبعض المواقع الحساسة الفاصلة مابين إقليم بنسليمان ومدينة الزهور كقنطرة وادي النفيفيخ والسابليت و قنطرة محطة الأداء بالطريق السيار كمناطق استراتيجية للقيام بوقفات احتجاجية سلمية للتعبيرعن تذمرهم من استمرار أزمة النقل ، حيث تجمهر العديد من الطلبة والمواطنين بتلك المناطق، مرددين شعارات تطالب بالتدخل وحل مشكل النقل مابين الحضري لرفع المعاناة عنهم جراء الظروف غير الملائمة التي أصبحوا يتنقلون خلالها من إقليم بنسليمان إلى مدينة المحمدية، وهي ظروف تشوبها العديد من المحن والمخاطر نتيجة الازدحام والاكتظاظ بسبب قلة الحافلات التابعة لشركة النقل الممتاز التي تستفيد من الخطوط المتجهة من بوزنيقة والمنصورية وبنسليمان إلى المحمدية وكذا عدم السماح لهاته الحافلات بالدخول إلى مدينة الزهور إثر القرار العاملي المتخذ من طرف عمالة المحمدية سنة 2012. حيث اتخذت الحركات الاحتجاجية المشار إليها أشكالا متنوعة أدت إلى شل حركة المرور وقطع الطريق المؤدية إلى المحمدية ابتداء من الساعة الحادية عشرة صباحا واستمرت لأزيد من 4 ساعات تحت مراقبة مكثفة للسلطات الأمنية وللمسؤولين بكل من إقليم بنسليمان والمحمدية، انتهت بتنظيم مسيرة احتجاجية وفك الحصار المضروب على مداخل المحمدية بعد أن تدخل المسؤولون الذين وعدوا باستمرار الحوار من أجل حل المشكل. وتعود أسباب أزمة النقل العمومي مابين الحضري إلى مطلع سنة 2012، حيث اتخذت عمالة المحمدية وبلدية المحمدية قرارا يقضي بمنع دخول حافلات شركة النقل الممتاز القادمة من إقليم بنسليمان إلى وسط مدينة الزهور بعد الضغوطات التي مارسها قطاع سيارات الأجرة على المسؤولين، مما كان له انعكاس سلبي على مستعملي تلك الخطوط، خصوصا بعد أن عمد صاحب الشركة إلى تقليص أسطوله واكتفائه فقط باستعمال الحافلات من الحجم الصغير مع تخفيض ذات الحجم الكبير، حيث تضاعفت محن ومعاناة الطلبة والمواطنين بعدما لم تعد الحافلات قادرة على استيعاب ونقل الأعداد الكبيرة من الطلبة الذين يتزايدون سنة بعد أخرى لمتابعة دراساتهم بمدينة المحمدية، إضافة إلى المواطنين الذين يتنقلون يوميا بواسطتها إما لقضاء أغراضهم بمدينة المحمدية والدارالبيضاء أو من أجل إنجاز مهام وأعمال أخرى وكذا التنقل للتطبيب ومتابعة العلاج بالمصحات والمستشفيات. وقد كان لتلك القرارات المتخذة سواء من طرف المسؤولين بالمحمدية أومن طرف صاحب شركة النقل الممتاز وقع سلبي على الطلبة الذين خاضوا عدة معارك احتجاجية على مدى الثلاث سنوات الماضية كانت تنتهي بعقد اجتماعات مع المسؤولين بإقليم بنسليمان دون أن يتم إيجاد حل لأزمة النقل العمومي ما بين الحضري. مشكل النقل المشار إليه يتطلب فيما يبدو تدخل القطاعات الحكومية بما فيها وزارة الداخلية ووزارة التجهيز والنقل بصفتهما الإدارتين المركزيتين الوصيتين على قطاع النقل العمومي لأن أزمة النقل ما بين الحضري لا تهم إقليم بنسليمان وحده بل هناك أطراف أخرى معنية بهذا المشكل. ومن شأن هذا المشكل أن يجد طريقه إلى الحل في الأشهر القادمة بعد التقسيم الجهوي الجديد والتحاق إقليم بنسليمان بجهة الدارالبيضاء - سطات. وفي انتظار إيجاد حل لأزمة النقل المذكورة في شموليتها تبقى بعض الإجراءات والمطالب التي رفعها المحتجون قابلة للتحقيق وفي متناول المسؤولين على المستوى المحلي، وفي مقدمة هاته الإجراءات مطالبة صاحب شركة حافلات النقل الممتاز بالالتزام بدفتر التحملات والعمل على الزيادة في أسطول الحافلات مع الرفع من الحافلات ذات الحجم الكبير قصد التخفيف من معاناة مستعملي الخطوط المشار إليها.