منذ الصيف الماضي و مشكل تنقل ساكنة إقليم بنسليمان عبر حافلات «النقل الممتاز» إلى مدينة المحمدية مازال قائما، الشيء الذي زاد من محنة و متاعب مستعملي الخطوط التي تستعملها شركة النقل المذكورة، و أدى ذلك إلى تفاقم معاناتهم كثيرا مع أزمة النقل و التنقل من و إلى المحمدية جراء القرار العاملي بها و القاضي بمنع دخول حافلات النقل الممتاز إلى وسط «مدينة الزهور»،و الذي اتخذته سلطات هذه المدينة إثر احتجاجات أرباب و أصحاب سيارات الأجرة على السماح لحافلات الشركة المشار إليها باستغلال بعض الخطوط و النقط وسط المدينة دون الترخيص لها بذلك. وهو قرار تم دون مراعاة مصالح الساكنة و دون الأخذ بعين الاعتبار للعدد الهائل من المستفيدين (حوالي 20000 راكب) الذين يتنقلون يوميا عبر تلك الحافلات من بنسليمان و بوزنيقة و المنصورية، و كان من نتائجه إرغام الحافلات القادمة من هاته المناطق على التوقف عند مشارف المحمدية وإنزال الركاب عند مداخلها عوض إتمام السير نحو محطة القطار و السوق البلدي للمحمدية كما اعتادت على ذلك منذ عدة سنين. هذه الوضعية المجحفة خلقت مشاكل عديدة للمواطنين الذين أصبحوا يجدون صعوبة كبيرة في الوصول إلى الأماكن المنشودة، خصوصا أن الفترة الأخيرة تزامنت مع الدخول الاجتماعي و انطلاق الموسم الدراسي و الجامعي الحالي. و هي الفترة التي يتزايد فيها الطلب على وسائل النقل. فالطلبة القاطنون بمختلف مناطق إقليم بنسليمان و الذين يتنقلون يوميا عبر حافلات النقل الممتاز لمتابعة الدراسة بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بالمحمدية، أصبحوا مضطرين إلى استعمال أكثر من وسيلة نقل قبل الوصول إليها، الشيء الذي أثقل كاهلهم بمصاريف مالية إضافية، و ساهم في هدر و ضياع الوقت في البحث عن سيارة الأجرة الصغيرة لإتمام مسيرتهم نحو المؤسسة الجامعية التي يدرسون بها. مما سيترتب عن ذلك إيجاد صعوبة كبيرة في مواصلة المشوار الدراسي لدى الطلبة الجامعيين، و سيؤدي إلى مغادرة بعضهم الكلية نتيجة الظروف الصعبة التي انتصبت أمامهم بشكل مفاجئ و المتمثلة في منع حافلات النقل من دخول المجال الحضري للمحمدية. كما أن معاناة التنقل إلى مدينة الزهور لم تكتو بها هذه الفئة فقط، بل إن متاعب هذه الخدمة أصبحت تعاني منها كل الشرائح الاجتماعية القاطنة بإقليم بنسليمان و التي تجد نفسها مضطرة إلى التوجه إلى مدينة المحمدية ، إما قصد العمل أو لقضاء المآرب أو لزيارة العيادات الطبية المتواجدة بها و كذا مواصلة السير نحو مدينة الدارالبيضاء لقضاء الأغراض و المصالح، خصوصا أن هذه الوضعية فتحت الباب على مصراعيه أمام جشع بعض أصحاب الطاكسيات الذين وجدوها فرصة للرفع من ثمن التنقل إلى المحمدية . لكن رغم الحركات الاحتجاجية العديدة التي نظمتها جمعيات المجتمع المدني و السكان ببعض مناطق إقليم بنسليمان و خاصة ببلدية المنصورية للمطالبة برفع الأضرار و المعاناة التي لحقت الساكنة جراء القرار العاملي للمسؤولين بالمحمدية ، الذي طال حافلات النقل الممتاز و قضى بمنعها من دخول مجالها الحضري، فإن بوادر حل هذا المشكل مازالت بعيدة المنال بسبب عدم جدية بعض الأطراف التي يعنيها هذا الملف. و هذا ما تم تأكيده خلال الدورة العادية للمجلس الإقليمي المنعقدة مؤخرا بمقر عمالة بنسليمان، حيث أشار المسؤول الأول بالإقليم في هذا الصدد إلى أن وزارة الداخلية دخلت على الخط و تم عقد سلسلة من الاجتماعات ضمت جميع المتدخلين و الأطراف المعنية بالنقل العمومي بكل من بنسليمان و المحمدية و تم تقديم مجموعة من الاقتراحات لحل المشكل و تأمين النقل لسكان بنسليمان، حيث مازالت المفاوضات جارية. مما يعني أن أزمة التنقل من و إلى مدينة المحمدية لاتزال قائمة و أن معاناة الساكنة ستبقى مستمرة في انتظار الحل و الفرج الذي قد يأتي أو لا يأتي.