عاد شبح المعاناة و المحن مع النقل العمومي ليخيم من جديد على الطلبة ببنسليمان مع انطلاق الموسم الدراسي الحالي، خاصة منهم الذين يستعملون الخطوط التي تستفيد منها حافلات النقل الممتاز في التنقل في المجال الحضري وما بين الحضري . ذلك أن مشكل النقل العمومي ما بين مدينة بنسليمان والمحمدية وبوزنيقة والمنصورية، ليس وليد اليوم، وإنما تعود تفاصيله إلى شهر يونيو من سنة 2013، أي منذ ما يزيد عن سنتين، إثر صدور قرار موقع من طرف عامل المحمدية ورئيس مجلسها البلدي يقضي بمنع حافلات النقل الممتاز من الدخول وسط مدينة الزهور وإرغامها على التوقف عند مدخل مدينة المحمدية وبالضبط قرب كلية العلوم القانونية والاقتصادية، مما خلق عدة متاعب ومحن لمستعملي الحافلات المذكورة الذين يتوجهون يوميا إلى المحمدية لمزاولة وظائفهم ومهامهم وقضاء أغراضهم أو متابعة دراستهم الجامعية بالمعاهد والكليات التي توجد بهذه المدينة، حيث يجد هؤلاء أنفسهم مضطرين لاستعمال وسائل نقل متعددة لمتابعة مسيرهم في اتجاه وسط المدينة. وهو ما فتح باب الجشع و الطمع أمام بعض أصحاب سيارات الأجرة الصغيرة لفرض شروطهم اللامنطقية على المتضررين حسب تصريحات بعضهم ل«الاتحاد الاشتراكي»، حيث يستخلص أصحابها ثمن الرحلة من جميع الذين يمتطونها ولو كانوا من أسرة واحدة كما يقع لبعض المرضى الذين يرافقهم أفراد أسرتهم. معاناة الطلبة مع التنقل إلى «مدينة الزهور» تضاعفت في الآونة الأخيرة، بعد أن تزايدت أعداد المتابعين للدراسة الجامعية بها خصوصا أن حافلات «النقل الممتاز» عمدت بعد صدور القرار المشار إليه، إلى تقليص أسطولها وتخفيض عدد الحافلات الكبيرة المتوجهة إلى مدينة المحمدية وتعويضها بحافلات صغيرة في خرق سافر لبنود دفتر التحملات الذي فازت على إثره بصفقة استغلال النقل الحضري وما بين الحضري ببنسليمان. وهي وضعية خلقت متاعب كبيرة لمستعمليها خاصة منهم الطلبة، حيث أصبح هؤلاء يجدون أنفسهم مكدسين ذهابا وإيابا كعلب السردين وسط الحافلات الصغيرة التي لا تتوفر سوى على مقاعد محدودة، لكن أصحابها يعمدون إلى تكديس الركاب دون مراعاة لراحتهم أو سلامتهم، ودون احترام مشاعرهم وكرامتهم، علما بأن من بين الركاب نجد المرضى والمعاقين و... وهي ظروف جد مزرية محفوفة بالمخاطر أصبحت تهدد حياة الركاب وأصبح يعيشها مستعملو هذه الحافلات. كما أن التلاميذ الذين يقطنون بالمناطق ونواحي المدينة أصبحوا يجدون صعوبة في متابعة دراستهم مع قلة الحافلات و استعمال فقط تلك الصغيرة منها حيث يظلون واقفين في النقط التي تمر منها الحافلات دون إيجاد أماكن لتنقلهم. مما يتطلب تدخلا عاجلا للجهات المعنية والمسؤولة لإيجاد حل لهذا المشكل. وللإشارة فقد سبق للمجلس الإقليمي السالف لعمالة بنسليمان أن تتدارس وتطرق لهذا المشكل في دوراته السابقة بحضور عامل الإقليم وكذا ممثل شركة حافلات «النقل الممتاز»، حيث أحدثت لجنة لمتابعة ومواكبة مشاكل النقل الحضري ومابين الحضري. لكن يبدون أن أزمة النقل العمومي المذكورة أعمق من هذا الإجراء ويتطلب حلها قرارا حكوميا لكون المشكل يهم إقليمين وعمالتين وهما إقليم بنسليمان وعمالة المحمدية. فهل ستتدخل القطاعات الحكومية المعنية لإيجاد حل لهذا المشكل للتخفيف من معاناة مستعملي الخطوط المشار إليها أم أن الأوضاع ستظل كما كانت عليه؟ مما يفتح المجال لعودة الاحتقان والتوتر لقطاع النقل وتجدد الاحتجاجات من طرف الطلبة المتضررين الذين سبق لهم أن نظموا عدة مسيرات ووقفات احتجاجية خلال الموسمين الدراسيين السابقين لتنبيه المسؤولين إلى المعاناة الكبيرة التي يتعرضون لها أثناء تنقلهم لمتابعة دراستهم الجامعية، والتي كان لها انعكاس كبير على وتيرة التحصيل والدراسة.